يخوض طارق القباج الانتخابات الجماعية لهذه السنة، من خارج حزب الوردة بعيدا عن الإخوان في حزب عبد الرحيم بوعبيد، الذي يوفر الشعار والمناضلين والرصيد التاريخي، والذي بنى القلعة الاتحادية الحصينة خلال سنوات تبتدئ من سنة 1976 تاريخ التجربة الانتخابية بالمغرب. غادر القباج سفينة الاتحاد الاشتراكي تاركا خلفه الجمل بما حمل، منهم خصوم وأصدقاء أصبحوا أشد الأعداء ومنهم وهذا هو الأهم أصدقاء لم يتأتى لهم الخروج من سفينة الاتحاد، فلزموا أمكنتهم تاركين القباج يتعثر وسط الحفر.
الصورة تعبر عن حالة القباج وهو يدخل لا منتميا، لم تبق له سوى تلك الدراجة لا يمكن أن يركب بجانبه اي أحد من اصدقاء الأمس، حتى الأطفال الذين لا يصوتون لن تتحملهم. بل قدي يفرغون بيت هوائها مما يوفره من ضغط بمسمار.
يرى إخوان الأمس أن القباح عندما قفز من سفينة الاتحاد الاشتراكي يكون بذلك سلم نفسه إلى الحيثان وسيكون طعما صائغا لأسماك القرش، فالذين يقولون ذلك يعتبرون أن المحيطين به يرغبون فقط في جره إلى الهاوية لأهداف خاصة لا يهمهم الرجل ولا تجاربه الجماعية السابقة.
لكن القباج وبمنطق الواثق من النفس قال إن الكلمة ستكون أولا وأخيرا لساكنة أكادير التي ستحاكم تجربته، دون غيرها، وهي من ستعطيه الضوء الأخضر ليستأنف الأوراش المفتوحة. ولا أحد يمكنه أن يقرر غير الناخبين عندما سيكونون أمام الصناديق.
مع ذلك فالقباج بدون الاتحاد الاشتراكي خلال الاستحقاقات المقبلة يفكر بشكل طوباوي كما يرى عديدون، سيقع له كما لو أنه يقود دراجته الصفراء هذه بسرعة وسط شارع الحسن الثاني وسط ظلام دامس بدون مصابيح أو كوابح ” فرانات”. بهذه الصورة سيكون وجها لوجه أمام اسوء الاحتمالات، فكل ما يعول عليه القباج هو سمعته في مجال التسير، وفانوس البيجيدي بعد الفوز بالمقاعد لتشكيل مكتب المجلس.
فهل يستطيع القباج أن يفعلها فيدخل بدراجته هاته على علاتها في الصف الأول وهو يستنير بهذي فانوس العدالة والتنمية بعيدا عن التحالفات التي بدأت تتشكل قبل السباق الانتخابي ؟
سوس بلوس
