اهتزت مدينة الجديدة، مساء اليوم الاثنين، على وقع نازلة مأساوية أليمة، بعد أن أقدم طفل في عمر الزهور (14 ربيعا) على الانتحار شنقا داخل المنزل الذي كان يقيم فيه قيد حياته بمعية والدته. والأليم أن الطفل ترك، قبل أن يضع حدا لحياته، رسالة تضمنت كلمتين صادمتين: “سامحيني ماما”.
وحسب مصدر أمني، فإن الطفل اعتاد، ظهيرة كل يوم، بعد الدراسة، زيارة والدته، في مقهى شعبي تشتغل فيه بمدينة الجديدة. الشيء الذي أخلفه اليوم الاثنين. ما جعل أمه تشعر بالقلق تجاهه. وقد حاولت الاتصال، طيلة ساعتين، بالجيران، لمعرفة حال ابنها.. الأمر الذي تعذر عليها. وفي الأخير، وجدت نفسها تنساق وراء إحساس وغريزة الأمومة والأم، التي لا تخططئ. إذ غادرت مضطرة عملها، والتحقت لتوها بالمنزل الذي تشغله على وجه الكراء في حي “القلعة” الشعبي بعاصمة دكالة. وما أن فتحت باب الغرفة في سطح المنزل، حتى صدمت من هول مشهد ابنها جثة هامدة، مشدودة إلى حبل مدلى من السقف.
وفور إشعارها، انتقلت الضابطة القضائية لدى المصالح الأمنية بالجديدة، حيث أجرت، بحضور السلطة المحلية، المعاينات والتحريات الميدانية. وانتدب المتدخلون سيارة نقل الأموات، أقلت جثة الطفل الهالك، إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، حيث جرى إيداعها في مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها للتشريح الطبي. ولعل الظروف الاجتماعية الصعبة التي كان الضحية يعيشها بمعية والدته، ما حدا به إلى وضع حد لحياته شنقا، وترك رسالة صادمة من كلمتين: “سامحيني ماما”.
