أجج الدقيق الفاسد غضب البؤساء في العالم القروي بتارودانت. فمنذ منتصف التسعينات وساكنة جماعة النحيت إقليم تارودانت، تعيش معركة غير متكافئة مع إحدى المطاحن بأيت ايعزا. مقالات صحفية وشكايات ومحاكمات، ومع ذلك ظل الوضع على ما هو عليه دون استحضار لعواقب «التلاعب» بتوزيع الدقيق المدعم على صحة المواطنين . فقد طالب السكان المعنيون بأخذ حصتهم من الدقيق المدعم بمطاحن ايت ملول المشهود لها بالجودة إسوة بساكنة جماعة والقاضي المجاورة لهم ، خاصة وقد سبق أن توصلت جماعة النحيت بحصتها من أيت ملول، عقب تدخل القسم المختص بعمالة تارودانت فور توصله بخبر استبدال الدقيق الجيد بالفاسد في الأكياس. حيث تقدم العامل السابق بدعوى في المحكمة المختصة بمراكش وتم الحكم على صاحب المطحنة المعنية ، وتم إغلاقها لشهور، قبل إعادة فتحها وفق شروط في مقدمتها الجودة، لكن المطحنة عادت إلى سلوكاتها الأولى، والمتمثلة في تزويد بؤساء العالم القروي ب»الدقيق الفاسد» ، الأمر الذي جعل سكان جماعة النحيت يعقدون اجتماعات من خلال الجمعيات المدنية وحوارات في المواقع الافتراضية، ليقرروا رفع شكايات إلى الجماعة وإلى العمالة، في أفق تنظيم مسيرة كبيرة احتجاجا على توزيع دقيق غير صالح يشكل خطرا على صحة المواطنين . وللإشارة فإن لجن ا للتفتيش، إقليمية وجهوية ومركزية، سبق لها أن وقفت على» خروقات طالت عملية توزيع الدقيق المدعم على الفئات المعوزة بالمنطقة وأعدت تقارير في الموضوع، لكن دون أن تخرج نتائجها إلى العلن أو تترجم على أرض الواقع من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة إعمالا للقانون” .
محمد مستاوي
