الرئيسية الصحة قلعة السراغنة: حادثة سير تعري الواقع الصحي بدوار زاوية سيدي علي بن النويتي

قلعة السراغنة: حادثة سير تعري الواقع الصحي بدوار زاوية سيدي علي بن النويتي

كتبه كتب في 30 أكتوبر 2017 - 13:17

“هادشي علاش كنا و مازلنا كنطالبو بسيارة اسعاف و تجهيز المستوصف”..هذا ما قاله ساكنة الدوار في حادثة يوم الجمعة 27اكتوبر الجاري، عقب انقلاب عربة مجرورة تحمل نساء و اطفال من دوار “القراقرة”، أسفر عنه إصابة احدى النساء ورضيعها إصابة بليغة على مستوى الرأس، إضافة الى إصابة متفاوتة الخطورة…

وقع الحادث في منحدر قرب مستوصف الزاوية، وحسب تصريح فاعل جمعوي فقد أجروا اتصالا هاتفيا مع سائق سيارة الاسعاف المرابطة في الجماعة التي تبعد عن مكان الحادث ب40 كيلومترا، بل وتواصلت النداءات أكثر من ساعتين، علما أن ممرض مستوصف الزاوية لم يقدم أي إسعافات أولية بحكم كون المركز الصحي قريب من مكان وقوع الحادث، إلا أنه خالي من أي معدات اللهم “الفاصمة والدواء الحمر….. !!! ” يقول أحد السكان.

للعلم فدوار زاوية سيدي علي بن النويتي يعيش على واقع مرير عنوانه الإقصاء والتهميش، الذي يضرب بجذوره في مجموعة من المجالات سواء الإجتماعية أو الرياضية أو الصحية وغيرها من المجالات الأخرى، الشيء الذي عجل برحيل عدد مهم من سكان المنطقة في السنوات الأخيرة نحو المدن للبحث عن سبل عيش افضل، و السبب في ذلك ،حسب تصريح الساكنة، أن الإقصاء و التهميش، فالمجال الصحي الذي يعرف خصاصا مهولا بالمنطقة فالمركز الصحي تستفيد من خدماته الجد متردية أزيد من ستة دواوير، لكونه يفتقر لأبسط التجهيزات ” لا دار الولادة لا إسعافات أولية لا أدوية لا كهرباء ولا ماء … فقط تنحصر خدماته في توزيع حبوب منع الحمل”، هو عبارة عن بناية شامخة طالها الإهمال واعتراها النسيان من طرف المسؤلين، و ممرض واحد يحضر ساعتين في الأسبوع، الامر الذي سيهدد الاستقرار الاجتماعي بالمنطقة وسيعمق جراحات السكان اكثر فأكثر.

وتتوفر الجماعة على سيارة اسعاف واحدة صغيرة الحجم من نوع “كونغو” تفتقر لأبسط التجهيزات ،اذ كانت تستفيد من خدماتها جميع الدواوير التابعة للجماعة الذي يفوق عددها 16 دوارا (دواوير أولاد الشرقي و الواد)، أما من يريد الحصول على خدماتها، حسب تصريح السكان، فعليه أن يؤدي مبلغ 200 درهم للسائق أي ثمن الكازوال، وفي حالة مرض أو إصابة شخص من ساكنة الدوار على أهله أن يتصلوا بعضو المجلس القروي لكي يتصل بسائق الإسعاف الذي يقطن بأحد دواوير أولاد الشرقي “خاصو إقطع ما يقارب 40 كلم تقريبا عاد إوصل عند المريض المتواجد في دوار من دواوير الواد باش إديه لمدينة قلعة السراغنة 50 كلم فالمريض المتواجد مثلا في دوار الزاوية عليه الإنتظار ما يقارب الساعتين عاد ساعة للمدينة هيا 3 سوايع، هذا اذا لم تباغته الموت”.

وتضيف بعض المصادر أنه عند اقتناء الجماعة سيارة إسعاف ثانية جديدة، ظن الكل بأن سيارة الإسعاف القديمة ستخصص لساكنة دواوير الواد و تبقى قريبة منهم و لكن هذا لم يحصل إلا في خيال ساكنة دواوير الواد، فقد قيل للساكنة أن سيارة الإسعاف القديمة ستخصص لنقل الموتى.

يقول أحد الساكنة: ” تستمر حليمة على عادتها القديمة…و نشوفو الناس لي مراض أما اللي مات الله يرحمو…واقع مأساوي لم تغيره الاصوات المبحوحة ولا صرخات الاهالي المجروحة الذين لاينشدون سوى العيش الكريم في القرن الحادي والعشرين”.

 

متابعة : الحسن لهمك

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *