الرئيسية مجتمع أخيرا… راية الحق في التعليم الإعدادي ترفرف فوق سماء جماعة بني كلة بوزان

أخيرا… راية الحق في التعليم الإعدادي ترفرف فوق سماء جماعة بني كلة بوزان

كتبه كتب في 9 سبتمبر 2017 - 13:30

في القرن الثالث قبل الميلاد قال فيلسوف صيني ” إذا أردتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح ، وإذا أردتم مشاريع لعقد من الزمان فاغرسوا الأشجار ، وإذا أردتم مشاريع للحياة فما عليكم إلا أن تعلموا وتنشؤوا وتثقفوا “.

لم يكن صباح يوم الجمعة 8 شتنبر كباقي صباحات جماعة بني كلة الترابية بإقليم وزان المحدث منذ سبع سنوات . فبعد ستة عقود على مغادرة الوطن دائرة الجهاد الأصغر، وركوبه قطار الجهاد الأكبر، ستشرق شمس الحق في التعليم الإعدادي الذي يعتبر توفيره من الحقوق الأساسية للطفل ، وواجب على الأسرة والدولة كما ينص على ذلك الفصل 32 لدستور المملكة ، وكما جاء ذلك في الشرعة الدولية ذات الصلة التي لم يتأخر المغرب في المصادقة عليها .

فعاليات مدنية وسياسية ونقابية وحقوقية وإعلامية وجمهور غفير من ساكنة الجماعة المذكورة ،انتقلوا إلى حيث سيشرف عامل دار الضمانة الذي رافقه وفد هام ، على تدشين أول ثانوية إعدادية بجماعة بني كلة ، وكذا للسهر على تنزيل المبادرة الملكية القاضية بتوزيع مليون محفظة بجماعة محرومة ساكنتها من أكثر من مرفق اجتماعي ، وتعيش الهشاشة الاجتماعية في أخطر مستوياتها .

ليست الجمل المفيدة هي التي تقول الحقيقة، بل الأرقام هي التي تقول كل شيء عن التطور. والأرقام الرسمية المترتبة عن عدم تعزيز الجماعة الترابية بني كلة قبل اليوم بثانوية إعدادية ، مضاف إلى ذلك الجوانب المظلمة في تقاليد تتقاسمها المنطقة مع باقي ربوع المملكة ، كلها عوامل تتحدث عن ثقل الفاتورة التي أداها أطفال في عمر الزهور …. تلاميذ وتلميذات جرفتهم سيول الهذر المدرسي وألقت بهم بين أيادي الشارع الذي لم ترحمهم المآسي التي يوفرها لهم/هن في أول منعرج في مشوار حياة فرضها عليهم/هن غياب العدالة الاجتماعية والمجالية …..

استنادا الى التفاصيل التي قدمها المدير الإقليمي للتربية الوطنية بوزان أثناء حفل التدشين ، وانطلاقا من الجولة بمختلف مرافق  المؤسسة الجديدة ، يمكن الجزم بأن هذه الأخيرة تعتبر من الجيل الجديد للمؤسسات التعليمية التي يساهم شكلها المعماري ، وهندسة توزيع فضاءاتها في توفير المناخ السليم لتمر العملية التربوية في أحسن الشروط ، فيلمس الجميع عند نهاية كل موسم دراسي النتائج الإيجابية للجهود المبذولة .

عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الذي تابع فقرات حفل التدشين ، أثار مع عامل الإقليم والمدير الإقليمي للتعليم وجود ثغرة حقوقية في تنزيل مرافق المؤسسة التعليمية الجديدة . فقد جاء تصميمها رغم شساعة مناطق ضوئه ، مبنيا على التمييز بسبب الإعاقة الذي تحضره وتحاربه المملكة المغربية كما هو وارد في تصدير دستور 2011 . فالمرافق الإدارية ، والحجرات الدراسية ، ومرافق النوم بالطابق الأول ، لم تعزز بالولوجيات رغم أن القانون 03/10 الخاص بالولوجيات صادر بالجريدة الرسمية قبل وضع الحجر الأساس للبناية المذكورة .

يذكر ، وهذه شهادة للتاريخ ، بأن إعدادية بني كلة التي جاء بها البرنامج الاستعجالي ، ما كانت لترى النور ولو متأخرة ، لولا الاستماتة القوية للنائبة الإقليمية السابقة في الدفاع عن المشروع الذي كان قاب قوسين أو أدنى من العصف به .

 

وزان : محمد حمضي

مشاركة