الملك محمد السادس يدخل وزان…..حدث تاريخي ما في ذلك شك ….حفيد محمد الخامس يصالح وزان مع الملكية….. مبادرة فتحت آمالا عريضة في وجه أهل دار الضمانة الذين لم يتذوقوا للفرح طعما لفترة زمنية قاربت خمسة عقود ….يوم 26 شتنبر 2006 سيعلن ملك البلاد ، من قلب الحاضرة المنكوبة ، بأن زمن ” اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاؤون ” قد ولى ، وأن قطار انصاف المدينة والقبائل المجاورة لها قد انطلق ، وأن حصتها من العدالة المجالية قد دق جرسها…..قبل 11 سنة من اليوم ، وعن قرب ، سيلمس العاهل بأن المدينة التي قالت كلمتها في أخطر المنعرجات التي عرفها الوطن ، وكانت لها بصمتها في الحضارة الكونية ، قد حولها العقاب المخزني بعد فجر الاستقلال إلى جسد بلا روح ……
هل كان صناع القرار مركزيا وإقليميا ومحليا على موعد مع التاريخ، فالتقطوا مرامي الزيارة الملكية لدار الضمانة والرسائل التي تم بعثها لأكثر من جهة، فركبوا مع ملك البلاد قطار مصالحة وزان الرحبة مع التنمية ؟ أم أن من تظاهر أمام الملك بامتطاء العربات ، سيقفز من نوافذها مباشرة بعد إقلاع قطار انصاف وجبر ضرر المدينة ؟
“إن الذي يحب ملكه يقول له الحقيقة” ، والحقيقة التي يتم اخفائها عن ملك البلاد ، هي أن زيارته التاريخية للمدينة بالأمال العريضة التي فتحتها ، قد تم الالتفاف عليها بشكل خطير من طرف المركب الاداري المصالحي الاستغلالي ، الذي نجح في فتح أكثر من كوة تسلل منها اليأس إلى صفوف أبناء وبنات وزان …
هل سيكتفي أبناء وبنات وزان بسرد أورام حاضرتهم ، وبالحديث عن الاجهاض الذي تعرضت له الزيارة الملكية لمدينتهم ؟ أم أن التحليل الملموس للواقع الملموس يستدعي الانخراط الجماعي في البحث عن أنجع السبل التي تسمح بضخ جرعة من الأوكسيجين في شرايين ومرامي وأهداف الزيارة الملكية التي تم خنقها في المهد ؟
في هذا السياق يبدو بأن ساعة الترافع من ” أجل وزان حاضنة للأمل، مطاردة للتطرف بكل ألوانه وأشكاله ” قد دقت. وأن آليات الترافع التي تمنحها الديمقراطية التشاركية كثيرة ومتنوعة ومدسترة . لذلك نرى بأن محطة 26 شتنبر المقبل يجب أن تشكل فرصة مؤسساتية جديدة ، يتشاور فيها أهل وزان – كل من موقعه الخاص – بهدوء ومسؤولية ، لإعطاء نفس جديد للزيارة الملكية …
فهل يبادر المجلسين الجماعيين ( المحلي والإقليمي ) والإدارة الترابية الإقليمية بتنزيل المقترح الوارد أعلاه ، فيطلقون بشراكة مع الفاعلين الايجابيين مسلسل الاعداد المتنوع لتنظيم هذا اليوم الدراسي ، وتوفير شروط انجاحه ؟ ذلك ما سيجيب عنه القادم من الأيام .