الرئيسية ثقافة وفن مهرجان تيفاوين…أكثر من 20 ألف متفرج في سهرة تباعمرانت والستاتي

مهرجان تيفاوين…أكثر من 20 ألف متفرج في سهرة تباعمرانت والستاتي

كتبه كتب في 31 أغسطس 2012 - 22:36

 اختتمت الأحد 26 غشت 2012  بتافراوت فعاليات الدورة السابعة لفيستيفال تيفاوين، فكان مسك الختام سهرة فنية استضافت كل من الفنانة الامازيغية الملتزمة فاطمة تابعمرانت والفنان عبد العزيز الستاتي، وحفل زواج جماعي لعشرين عروسا عريسا بالإضافة إلى عرض للزي السوسي التقليدي. فاطمة تباعمرانت التي تفاعل معها الجمهور بشكل قوي،  ألهبت منصة الساحة الكبرى بتافراوت ليلة الأحد 26غشت 2012 ، وأمتعت الجمهور بعروضها وكلماتها الملتزمة محركة مشاعر الحضور، تلاها عبد العزيز الستاتي، صاحب ” الكمنجة ” المطواعة ، وخص جزءا كبيرا من إطلالته على التافراوتيين بأهازيج الأطلس المتوسط قبل أن يختم الأمسية المنظمة في إطار فيستيفال تيفاوين بمنوعات في فن الراي. ولم تكن أوركيسترا حميد إنرزاف، وصحراء ستريت فيزيون بمعزل عن إثارة حماس الجمهور، ليردد كلمات أغاني المجموعتين بشكل تلقائي. حسب إحصائيات المنظمين بلغ عدد المتفرجين أكثر من 20 ألف متفرج، فيما قدرته مصادر رسمية بحوالي 15 ألف، شجع على ذلك الجو المعتدل وأجواء الصيف، خاصة وأن المدينة تعرف نسبة زوار كبيرة.

مساء الأحد كان له نكهة خاصة ، توجه موكب كبير جمع فرقا موسيقية لعدة مناطق بجهة سوس، إلى الساحة الكبرى بتافراوت على نغمات الطبول والآلات الموسيقية و” طرطقة البارود”. هناك بدات احتفالات الزواج الجماعي كما هي العادة كل سنة، وبالزيجات العشر يكون المنضمون وشريكهم الاجتماعي “الحسين أمزيل” قد نظموا 50 زفة منذ انطلاق المبادرة سنة 2008 ، واستفادة 100 شاب وشابة من المنطقة كونوا خلية لأسرة صغيرة،  بعد أن حصلوا على منحة مالية تحفيزية قدرها 10 آلاف درهم  إلى مصاريف كتابة العقد. الحسين الإحسايني ، رئيس جمعية فيستيفال تيفاوين ، اعتبر أن تنظيم الزواج الجماعي خطوة لإعطاء عادة “سقر” ببعدها ورمزيتها، بعدما تحولت لدى البعض إلى طريقة لاستغلال الفتيات، فهي مبادرة لتشجيع الشبان على دخول عش الزوجية.

حفل الزواج الجماعي بتافراوت أقيم حسب التقاليد والعادات المميزة لهذه المنطقة الجبلية المحافظة بالأطلس المتوسط، تلاه ” ميكاملحاف” وهو عرض أزياء للباس المرأة التافراوتية ومناطق مختلفة من سوس، يخصص للعرس التفراوتي أو لإحياء رقصة أحواش. الليلة الختامية عرفت تكريم ثلاث اسماء ثلاثة وجوه في مجالات السينما والفن والإعلام: محمد يازيدي، ابن دوار  اسكاور بأملن، فنان وممثل مسرحي، ووجه تلفزي معروف، والدكتور أحمد أمل ابن منطقة، تافراوت من دوار أداي، والزميل الصحفي  عبد الله حمزة المزداد بقرية أكرض أوضاض من أوائل المناضلين الأمازيغيين، أصدر في سنة 1984  أول جريدة ” أدرار” أو منبر ورقي جامع يهتم بالثقافة الأمازيغية، ولم تسعف الظروف الصحية الزميل الصحفي من أجل التنقل من الدار البيضاء ليعيش لحظة الاحتفاء والعرفان عن قرب.

عدة كلمات تناولت مناقب المحتفى بهم الثلاثة خلال يومين متفرقين، من قبل الأساتذة المحاضرين وعموم المتدخلين على هامش الندوات، كما لم يفوت الفنان فركوس حضور حفل التكريم الذي يحتفي بزميله وصديقه محمد يازيدي المعروف باسم ” مشموم”، وخلق جو النكتة بعد أن استحضر بعض المواقف الطريفة أثناء معايشته للمشموم. تنوع البرامج باختلاف الأذواق كان سمة المهرجان الذي استحضر تيمته المتجددة الانتصار لفنون القرية من خلال خلق ذلك التفاعل المتميز بين جماليات فنون القرية المغربية و إبداعات الموسيقى الامازغية العصرية. بالنسبة لميزانية مهرجان تيفاوين، أفاد الحسيين الإحسايني رئيس الجمعية أن الجمعية لم تستفد من أي درهم من المال العام محليا، على مستوى بلدية تافراوت، وحتى جماعة أملن.

أربعة أيام هي إذن المدة التي عاشها سكان تافراوت وأملن، أخرجتها من روتين الحياة العادية وطبعت لياليها بنكهة خاصة حولت ليلها نهارا، وعاشت كل الفئات من الصغار إلى الكبار الفرجة بفضاءات عمومية، وعرفت مشاركة العديد من الوجوه الفنية المشهورة و فرق فنون احواش و المجموعات الموسيقية سواء الأمازيغية أو الصحراوية.

أمينة المستاري


مشاركة