“لقد تميز الموسم الدراسي الحالي بتحسن ملحوظ في مؤشرات التمدرس ، ويتجلى ذلك في توسيع قاعدة العرض التربوي بالإقليم ، وانخفاض نسبة الهدر المدرسي ، إذ حققت المديرية نتائج حسنة بزيادة معدل يوازي نقطتين ونصف عن الموسم الماضي ” . بهذه الجملة المكثفة كلماتها ، استهل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بوزان كلمته في الحفل التربوي المتميز ، المنظم برحاب إعدادية الإمام مالك ، وذلك مساء يوم الخميس 6 يوليوز الجاري .
الحفل الذي ترأسه عامل دار الضمانة ، وتابع فقراته المتنوعة طيف من الفعاليات الرسمية والمدنية والحقوقية والنقابية والتربوية ، وثلة من التلاميذ ، أطره شعار ” تشجيع التميز دعامة لترسيخ ثقافة الاستحقاق ” . وهكذا استمتع الحضور بباقة من الفقرات الابداعية أداها فوق الخشبة ، تلاميذ المدرستين العمومية والخاصة ، فكانت جرعات منها كافية تذوقها الجمهور ، فانعرج هذا الأخير من جديد لقراءة متأنية للأرقام التي سردها المدير الإقليمي في كلمته ، وهو يسلط كشافات من الضوء على نوافذ الأمل التي فتحها التدبير التشاركي للقطاع ، وإعادة بناء الثقة بين مختلف المتدخلين ، بعد أن كانت مدرسة وزان بشقيها العمومي والخاص قبل مطلع سنة 2016 قد دخلت مرحلة الانهيار الذي تحدثت عنه الأرقام الكارثية المسجلة أنداك .
حصيلة هذا الموسم الدراسي تتحدث عن التحاق فئة عريضة من تلاميذ وزان بدائرة المتألقين والمتألقات جهويا ووطنيا ، الذين حصلوا على شهادة الباكالوريا بمعدلات مرتفعة ، وبتقدم محسوس في نسبة المعززين والمعززات لنسيج التعليم الثانوي بشقيه الاعدادي والتأهيلي ، وبتفوق تلاميذ الدمج المدرسي الذي ما كان ليتحقق لولا تجويد عرضه . واستشرافا للمستقبل أشهد المدير الإقليمي على نفسه وأمام جمهور غفير ، بأن الموسم الدراسي المقبل سيكون أكثر نصاعة من سابقيه ، حيث الاستعدادات جارية لفتح أبواب إعداديتين في وجه أبناء جماعتي بني كلة وزومي ، ونواة للتعليم التأهيلي بجماعة بوقرة ، وقسم داخلي بإعدادية بجماعة ونانة ( كانت نتائجها كارثية ) وهو العرض الذي سيحاصر بشكل كبير آفة الهدر المدرسي وخصوصا في صفوف البنات ، وسيوفر التربة المناسبة لتكافؤ الفرص بين أبناء الإقليم الواحد . وتنزيلا لمبدأ المساواة بين أطفال الوطن، تم الإعلان عن فتح أبواب قسم جديد للدمج في وجه الأطفال في وضعية إعاقة بجماعة زومي. ولجعل الفشل الدراسي منصة للنجاح ، فإن الموسم الدراسي الجديد ، يقول المدير الإقليمي سيتعزز بميلاد “مركز دار الضمانة للفرصة الثانية” يستفيد من خدماته من انقطع عن الدراسة لهذا السبب أو ذاك .
ولأن التميز الذي وشح صدر المدرسة العمومية بإقليم وزان الفتي إداريا ، الضاربة جدوره في التاريخ كما يشهد بذلك رأسماله بشقيه المادي واللامادي ، لم يكن من صنع العفاريت والتماسيح ، بل من بين من ساهم في انجازه ، نساء ورجال أفنوا و يفنون زهرة شبابهم في خدمة وطن اسمه المملكة المغربية، من بوابة المدرسة العمومية بشروطها الصعبة . وتداركا للجملة البئيسة ” يحال المعني بالأمر على التقاعد ويشطب عليه من أطر هذه الوزارة ” التي تختم بها الوزارة قرارات تقاعد أطرها ، وكأن اللغة العربية عقيمة وعاجزة عن تغيير ” يشطب عليه…. ” ب ” يحذف من …” احتراما لكرامة المحال/ة على التقاعد ، فقد أبت المديرية الإقليمية للتعليم الا أن تودع ثلة من أبنائها الذين انخرطوا في معركة الجهاد الأكبر ، بالاحتفاء بهم ، بما يليق بمستوى التضحيات المتفاوتة التي قدموها لمنظومة التربية ، من داخل القطاع أو عبر الواجهات الأخرى التي تواجدوا بها .
يذكر بأن هذا الحفل قد حضره بالإضافة إلى عامل الإقليم ، كل من رئيس المجلس الإقليمي ، ورئيس المجلس البلدي ونائبين برلمانيين ، وممثلة عن مجلس الجهة ، ورؤساء المصالح الإقليمية ، وممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، وطيف من الفعاليات المدنية والسياسية والنقابية ، ورابطة التعليم الخصوصي ، وفدرالية أمهات وآباء التلاميذ …….
وزان: مراسلة خاصة