الرئيسية وطنيات سبخة إمليلي نواحي الداخلة .. لغز بحيرة صحراوية يحير العالم

سبخة إمليلي نواحي الداخلة .. لغز بحيرة صحراوية يحير العالم

كتبه كتب في 6 يوليو 2017 - 13:51

على بعد حوالي 130 كلم جنوب شرق مدينة الداخلة، وسط الصحراء وعلى طريق وعرة وامتدادات تضاريسية صحراوية، توجد عشرات الجيوب المائية الدائمة في سبخة إمليلي، مشكلة أحد المواقع الصحراوية الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية .

وحسب عبد الجبار اقنينبا، الأستاذ الباحث في المعهد العلمي بالرباط، فإن هذه السبخة نوع فريد من الأراضي الرطبة الصحراوية، يصل طولها إلى 13 كلم، وعرضها الأكبر 2.5 كلم، وعمقها بين 0.4 و4.6 أمتار، ونسبة ملوحتها تتراوح ما بين 24 و350 غ/ل، وتقدر مساحتها بـ20 كلم مربع، وتتوفر في جهتها الشمالية على أكثر من 160 من الجيوب المائية الدائمة التي تحتضن أعدادا كثيرة من الأسماك من نوع “تيلابيا غينيا” المتواجد بمنطقة غرب إفريقيا جنوب نهر السنغال؛ فضلا عن أعداد من النباتات والحيوانات التي تزخر بها المنطقة.

وأضاف اقنينبا أن السبخة تقع في منطقة جافة، حيث لا يتعدى معدل التساقطات 30 ملم في السنة بدون انتظام، إلا أن الجيوب المائية تحافظ على الكميات المائية الموجودة بها بشكل دائم، وهو ما يشكل لغزا لا يختلف عن اللغز الثاني، وهو الأسماك التي تعيش بجيوب السبخة، والتي تتواجد حصرا في مناطق إفريقيا الغربية، إلا أنها أصبحت معزولة بجيوب السبخة، ما جعل شكلها ولونها وحجمها يتغير ليتلاءم مع طبيعة هذا الوسط، الذي يتميز بدرجة ملوحة عالية وحرارة مرتفعة.

وحول أسباب تواجد وتكاثر الأسماك المميزة للسبخة، قال عبد الجبار اقنينبا إنها سجنت بالمنطقة بعد جفاف الوادي الذي كان بها بسبب عوامل التصحر، مضيفا أن الجيوب الخالية من السمك تأوي عدة أنواع من النبات والحيوانات: روبيا ماريتما، قشريات، وزاد أن السبخة تحتوي على عدة أصناف من النباتات، والطيور، والزواحف والثدييات.

حمادي محيمدات، نائب رئيس جمعية الطبيعة مبادرة بالداخلة، أكد أن الأخيرة والمعهد العلمي بالرباط مرتبطان باتفاقية بشأن دراسة هذه السبخة وتثمينها، لتصبح محمية طبيعية، وإدراجها ضمن المحميات الطبيعية الدولية بهدف إعطاء هذا الموقع القيمة التي يستحقها كفضاء صحراوي طبيعي هش تتعين حمايته والمحافظة عليه.

واعتبر المتحدث أن تثمين هذا الموقع بما له من قيمة كخزان طبيعي وكفضاء ذي تنوع بيولوجي يشكل رافدا من روافد التنمية المحلية المستدامة، خصوصا أنه يتوفر على مناظر طبيعية خلابة وتشكيلات نباتية وحيوانية متنوعة.

“هي منظومة إيكولوجية وسط الصحراء تنتظر الأبحاث والدراسات لتضعها في المكان المقدر لها، كسبخة تعتبر بمثابة مختبر طبيعي لدراسة بعض الظواهر البيولوجية والإيكولوجية الموجودة في وسط بيئي قاس”، يختم محيمدات.

 

مشاركة