الرئيسية مجتمع ورش بثانوية ابن زهر بوزان لحماية كرامة التلميذ وترسيخ قيم التضامن الانساني  

ورش بثانوية ابن زهر بوزان لحماية كرامة التلميذ وترسيخ قيم التضامن الانساني  

كتبه كتب في 5 يوليو 2017 - 12:02
الذي يعطي القوة والمصداقية لأي حديث عن القيم الانسانية المشتركة بين ساكنة الكون …. والذي يرسخ القيم المنتصرة للكرامة والتضامن والتسامح ….ويوسع مساحة المدافعين والمدافعات عنها …. والذي يضع يده على قلبه خوفا على حاضر ومستقبل الوطن ….والذي يتعصر قلبه حزنا وألما على واقع المدرسة العمومية ….ليس هو الاكتفاء بترديد  مثل هذه الشعارات في الصالونات المكيفة ، وتدبيج الخطب الجوفاء بمثيلاتها ….ولكنه الانخراط الواعي في معركة التنزيل الميداني لهذه المبادئ، والانتماء الفعلي لنادي الأمل الذي يعكسه السلوك، وتترجمه الأفعال المشعة والمتشبعة بروح التضحية ….
  سياق هذا الكلام أملته الدروس التي قدمها الورش المفتوح الذي احتضنه فضاء ثانوية ابن زهر بوزان في الأيام الأخيرة . الورش وكما تابعت أشغاله الجريدة تم بشراكة بين المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ، والجمعية الدولية للأخوة الإنسانية ( تترأسها مهاجرة وزانية بالديار الفرنسية  ) وبتعاون مع جمعية أمهات وآباء التلاميذ الثانوية ، وجمعيات تشتغل في حقلي الطفولة والشباب بدار الضمانة ، وشارك فيه بعض قدماء تلاميذ المؤسسة التعليمية . ومن جميل صدف تنظيم هذا الورش يقول إطار بمديرية التعليم تابع هذا الورش ، تزامنه مع ورش تأهيل المؤسسات التعليمية الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية في نسختها الجديدة ، استعدادا لسنة دراسية جديدة ناصع بياضها ، مقارنة بالسنوات الدراسية العجاف الأخيرة ، التي كان باهتا بأجندة الوزارة الوصية ،  انشغالها بحماية كرامة التلاميذ ، التي يعتبر تأهيل الفضاءات حيث تجري العملية التعليمية والتعلمية منفذها الأول  .  
  أشغال كبيرة ومتنوعة أنجزها شباب وزاني وفرنسي بورش تأهيل مرافق هذه الثانوية التي فقدت هويتها التربوية ،وألحقها الواقع الكارثي لهذه المرافق بعالم الاصطبلات بكل تفاصيله الرثة ، المنتهية بزوارها من الجنسين بالغثيان . قناطر وتلال من المتلاشيات تغطي كل زوايا المؤسسة التعليمية …مرافق صحية عدمها خير من وجودها ….أبواب الحجرات محطمة …..جدران تحول بياضها إلى سواد …قسم داخلي إن عرض على أوحش الحيوانات وأعفنها للإقامة بها ما قبلت ، فبالأحرى تلاميذ تروج الوزارة الوصية بأنها توفر لهم / هن الدعم الاجتماعي …..مساحات كبيرة اقتطعها البعض من الساكنة الإدارية بالمؤسسة وحولها إلى مزارع يتمتع بخضرها وفواكهها ، ويلهو ويتمتع فيها أبنائهم/هن ، بينما يحرم حوالي 2000 تلميذ وتلميذة من الفضاء الرحب لمؤسستهم / هن .
  إنها الصور التي صدمت كل من قرر المشاركة الواعية في هذا الورش بعيدا عن خدمة أي أجندة من الأجندات المعروفة ….واقع ينطبق عليه ما جاء في الذكر الحكيم ” عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم “.  واقع شحذ عزائم المشاركين والمشاركات ، فحفزهم / هن  على بدل قصارى الجهود من أجل إخراج المؤسسة التعليمية من قسم الانعاش ، انتهاء بمصالحتها مع قيمة كرامة التلاميذ التي تعتبر صمام أمان المدرسة العمومية والوطن . من بين الأشغال الكبرى التي وقفت عليها الجريدة بعين المكان ، وجبت الإشارة إلى المجهود الاستثنائي الذي انتهى بتغيير وجه فضاء مراقد تلاميذ القسم الداخلي ، تعلق الأمر بشكله الهندسي الجديد الذي أصبح أكثر حميمية ، أو ما لحق تجهيزاته ومرافقه الصحية من تجديد . يضاف إلى ذلك صباغة الجدران الخارجية للحجرات وتعزيزها بجداريات أبدعها الفنان التشكيلي كمال ديان ومن معه ، وتخلص المؤسسة من الكثير من المتلاشيات والأزبال التي تراكمت لسنين بأكثر من ركن من أركانها …..
  ” بالتعاون والتضامن لي بغيناه يكون يكون ” ، إنه الدرس الذي لقنه تنظيم هذا الورش الذي شارك فيه جنبا لجنب أبناء وبنات من المجتمع المدني الوزاني الفاعل ، بمعية شباب قادم من بلاد الأنوار ، مهد حقوق الانسان  ….لقاء وتواصل بين ثقافتين تتغديان من بعضهما من أجل مستقبل زاهر لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ….مستقبل تصنعه سواعد شباب اليوم ، نساء ورجال الغد ….
 ولأن الزمن لا يرحم ، وإمكانيات الجهة صاحبة الهبة محدودة ، فما على المقاولة المواطنة بوزان ، والجماعات الترابية ( المحلية والاقليمية والجهوية ) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، الا الالتحاق بركب عملية رد الاعتبار لكرامة تلاميذ وأطر المؤسسة ، وذلك بإتمام عملية تأهيل باقي مرافق الثانوية  قبل فاتح شتنبر المقبل ، ضمانا لموسم دراسي غزير التحصيل ، وبنتائج تصالح ثانوية ابن زهر مع تاريخها المشرق .   
وزان : محمد حمضي
مشاركة