الرئيسية مجتمع “الدلاح” ومكيفات الهواء يخفّفان قيظ الحرارة في رمضان زاكورة

“الدلاح” ومكيفات الهواء يخفّفان قيظ الحرارة في رمضان زاكورة

كتبه كتب في 12 يونيو 2017 - 02:18

تشهد مناطق إقليم زاكورة، في هذه الأيام من شهر رمضان الفضيل، ارتفاعا في درجات الحرارة، ما يجعل الصائمين يمكثون في منازلهم، أو يتجهون نحو الحقول الفلاحية، بحثا عن أماكن باردة لقضاء اليوم، في انتظار أذان المغرب.

وشكل ارتفاع درجة الحرارة منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان، بجميع مناطق إقليم زاكورة كابوسا حقيقيا للصائمين، خاصة حين تصل الحرارة إلى 40 درجة، ما يشكل ارتباكا في حياة الساكنة؛ فيما اختار البعض، وخصوصا الموظفون، أخذ إجازتهم السنوية، والسفر إلى المدن المجاورة، للهروب من الحرارة المفرطة التي تتميز بها المنطقة.

المكيفات الهوائية

في وقت يفضل البعض السفر إلى مدن مجاورة لإقليم زاكورة، تفضل شريحة مهمة قضاء شهر رمضان بمناطقها الأصلية بقرى ومداشر الإقليم، وتلتجئ إلى اقتناء المكيفات الهوائية، التي سجلت بعض محلات بيعها إقبالا كبيرا، رغم الارتفاع النسبي لأسعارها، والذي يعود بالأساس حسب بعض التجار إلى تزايد الطلب.

وكانت هذه الأجهزة الكهرومنزلية إلى وقت قريب حكرا على بعض العائلات “البرجوازية” وذات الدخل المتوسط، وكانت شبه محرمة على الفقراء، لأنها كانت مصنفة ضمن خانة “الرفاهية”، إلا أنه خلال السنتين الأخيرتين أصبحت جل العائلات تقتنيها، عساها تخفف عنها درجات الحرارة المرتفعة، وهو ما قابله التجار بمضاعفة أسعار هذه الأجهزة، وعرضها للبيع بـ”الكريدي”، للاحتيال على الزبناء، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على دفع تكلفة المنتوج مضاعفة من خلال “الإتاوات” الشهرية، وهو ما يعد عبئا إضافيا عليهم، وفق تعبير بعض المواطنين.

وعلى غرار أصحاب المنازل، يلتجئ معظم أصحاب المحلات التجارية وأكشاك الهواتف ومحلات الأكل، والمقاهي، بإقليم زاكورة، إلى تركيب المكيفات الهوائية، رغبة منهم في تقديم خدمات أكثر راحة وتميزا لزبنائهم، خصوصا في هذه الأيام التي تعرف ارتفاع درجات الحرارة. كما أن الزبناء يقبلون على المحلات المكيفة دون غيرها، باعتبارها طوق النجاة الوحيد من الحرارة الشديدة، خاصة في شهر رمضان.

إصلاح المكيفات الهوائية

بينما يعد اقتناء المكيفات الهوائية من الضروريات لدى غالبية الزاكوريين، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، فإن بعضهم يلتجئون إلى محلات صيانة وإصلاح المكيفات الهوائية القديمة، التي يتضاعف عملها في مثل هذه الأيام الحارة، نظرا للطلبات الكثيرة التي تتهاطل عليها من لدن المواطنين الذين يأتون من مناطق مختلفة، وهناك من يعرض على التقني التنقل إلى منزله لصيانة أو إصلاح جهازه.

وعن نوعية الأعطاب التي يتم تصليحها في غالب الأحيان، يقول إبراهيم مستعد، صاحب محل لإصلاح المكيفات الهوائية: “المكيفات الحديثة تشتغل وفق النظام الرقمي الحديث، وعليه فإن مدة صلاحيتها محدودة، عكس المكيفات الهوائية القديمة التي لازالت تشتغل إلى اليوم لدى العديد من المواطنين”، مشيرا إلى أن “الانقطاعات المتكررة للكهرباء تعرض أجهزة التكييف للأعطاب”.

وأضاف المتحدث ذاته، في حديثه إلى هسبريس، أن خدمة التقنيين لا تقتصر على إصلاح الأجهزة، بل يتم استدعاؤهم من طرف الزبناء الذين يقتنون المكيفات الهوائية لأول مرة، من أجل مساعدتهم على تركيبها واختيار المكان الأفضل لها، حسب درجات التبريد ونوعية المنزل؛ وهو العمل الذي يستغرق نصف يوم من العمل، وزاد أن المؤسسات تطلب خدمات التقنيين مع حلول كل موسم صيف لصيانة المكيفات الكبيرة.

“الدلاح” بـ35 سنتيما للكيلوغرام

إذا كانت المكيفات الهوائية الحديثة تخفف حرارة النهار على الصائمين بإقليم زاكورة، فإن فاكهة “الدلاح” أو البطيخ الأحمر تعد المفضلة في مائدتي الفطور والسحور، إذ يتم استهلاكها بنسبة كبيرة خلال شهر رمضان، مقارنة مع الأيام السابقة، وتتزين الموائد بها، خصوصا مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح إقليم زاكورة خلال الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل.

ويتم استهلاك منتوج البطيخ الأحمر، بشكل كبير، نظرا لكونه يحتوي على نسبة كبيرة من المياه، تقدر بحوالي 99 في المائة. وحسب مصدر طبي فإن هذا المنتوج يتوفر على بعض المميزات التي يحتاج إليها مرضى “الكولسترول”، وتمنع تصلب الشرايين، مشددا على أن تناولها بشكل دائم يساعد على عدم الزيادة في الوزن، فضلا عن مذاقها الحلو والمنعش، وناصحا المواطنين بجعلها الوجبة رقم واحد في مائدة السحور، لضمان يوم طويل بدون عطش.

المتجول في الأسواق في مختلف مناطق إقليم زاكورة يلاحظ أن كميات كبيرة من هذا المنتوج يتم عرضها للبيع؛ كما أن ثمنه عرف منذ بداية رمضان انهيارا غير مسبوق، ما تسبب للكثير من الفلاحين خسائر مالية كبيرة، إذ وصل ثمن بيعه بالجملة وفي الضيعات الفلاحية في الأسبوع الأول حوالي 35 سنتيما للكيلوغرام الواحد، حسب ما أكده العديد من المزارعين؛ فيما يبلغ ثمن بيعه بالتقسيط في الأسواق ما بين درهم ودرهمين للكيلوغرام.

ويبدو أن المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد” يتجلى بوضوح خلال هذه الأيام من شهر رمضان، فبعدما عرفت أسعار البطيخ الأحمر انهيارا غير مسبوق، استغل المستهلك هذه الوضعية وأصبح يقتني المنتوج بكميات كبيرة ومهمة، ويتفنن في تزيين موائد الإفطار والعشاء والسحور بهذا المنتوج التي يحتوي على نسبة كبيرة من المياه.

مشاركة