الرئيسية ثقافة وفن برامج رمضان: كاميرا خفية بلا نكهة و”سيتكومات” بوجوه قديمة وإشهارات بأفكار بليدة

برامج رمضان: كاميرا خفية بلا نكهة و”سيتكومات” بوجوه قديمة وإشهارات بأفكار بليدة

كتبه كتب في 5 يونيو 2017 - 18:48

كعادتها كل سنة، أتحفتنا قنواتنا الوطنية، جازى الله مسؤوليها خيرا، بـ «باقة» من البرامج الرمضانية التي تبعث على الاشمئزاز والتقزز والقرف. وكعادتنا كل سنة، نعود لنقول فيها «ما قدّرنا عليه الله» من انتقادات وملاحظات كمن يصب الماء على الرمل، وكالعادة، تحقق تلك البرامج نسب مشاهدة قياسية و»يقلز» لنا أصحابها من «تحت الجلابة»، قبل أن تعود حليمة، مرة أخرى، إلى العادة القديمة… وهكذا دواليك…

ولأننا، نحن قبيلة الإعلاميين، ألفنا اللعبة وأصبحنا مدمنين عليها حد السادية، سنعود مرة أخرى، لنضع الأصبع على الجرح ونشرّح الجثة المتعفنة، ونردد بعلو الصوت «اللهم إن هذا لمنكر»، قبل أن نوجه «التيليكوموند» نحو فضائيات الشرق التي تعرف معنى الدراما التلفزيونية وتجيد التحكم في خيوطها، بدءا من المصريين، العمالقة، وصولا إلى الخليجيين، الذين استطاعوا في ظرف سنوات، التأسيس لكوميديا تتحدى الخطوط الحمراء، ودراما اجتماعية منفتحة على المشاكل اليومية التي تعيشها تلك المجتمعات المنغلقة على نفسها، مرورا بالمبدعين السوريين الذين يوقعون، في عز الاضطرابات التي يعرفها بلدهم، على أعمال أقل ما يقال عنها إنها نموذج للإتقان وحسن الصنعة.

سنترك «الهيبة» و»الزيبق» و»غرابيب سود» و»رامز تحت الأرض» و»ظل الرئيس» وغيرها من الأعمال المميزة، ل»مواليهم»، ونعود إلى «خروب بلادنا»… كاميرا خفية تقدم تهريجا و»تخربيقا» بدون لون ولا طعم ولا نكهة… «سيتكومات» جديدة بأفكار ووجوه قديمة، تعيد «الهضرة الخاوية» نفسها و»تعواج اللسان» نفسه… و»كبسولات» قمة في «الحموضية»… حتى الإشهارات، «نجمة» الشهر الكريم بدون منازع، أفكارها بليدة ووجوهها مكرورة مكروهة، اللهم بعض الإنتاجات التي تشكل استثناء فعليا، نخص بالذكر منها الموسمين الثانيين من مسلسلي «سر المرجان» على القناة الثانية و»دار الغزلان» على القناة الأولى.

أينما وليت وجهك، صوب قنواتنا الوطنية، أصابتك «الغمة». وبدل أن «تفرق» صيامك بضحكة من القلب أو حتى شبح ابتسامة تخفف وطأة ساعات طويلة من الجوع والقيظ، تجد نفسك أمام برامج «مسخ» تجعلك «تخرج من ثيابك» وتعتريك رغبة عارمة في أن تتنصل من جلدك وهويتك وتفضل أن تكون مصريا أو سوريا أو لبنانيا أو كويتيا حتى.

ولأن كلامنا «لا يهش ولا ينش»، نقترح، إضافة إلى لجنة الانتقاء التي تنحصر مهمتها في اختيار الأعمال التلفزيونية، التي ستطل على المشاهدين في رمضان، أن تعين إدارة التلفزيون لجنة انتقام تكون مهمتها الجليلة محاكمة جميع مقترفي هذه الأعمال وإحالتهم، إذا اقتضى الأمر، إلى «حبيبيس»، بجريرة «فقس» المشاهدين والتسبب في إصابتهم بالضغط وارتفاع نسبة الكوليسترول والجلطة…

نورا الفواري

مشاركة