الرئيسية مجتمع معتصمو إميضر يقضون العيد فوق “ألبان”

معتصمو إميضر يقضون العيد فوق “ألبان”

كتبه كتب في 21 أغسطس 2012 - 12:08

منذ الساعات الأولى لصباح عيد الفطر والمصلون يتوافدون في اتجاه جبل “ألبان”، حيث توافد الرجال والنساء والأطفال من سبعة دواوير المنتمية لجماعة إميضر القروية بغية مساندة المعتصمين وأداء صلاة عيد الفطر فوق جبل “ألـبان” على ارتفاع 1400 متر.

هذا وقد أفاد مصدر من “حركة على درب 96 ” بأن السكان سخروا 220 سيارة وشاحنة لنقل المصلين من دواوير تنتمي للجماعة ليصلوا صلاة العيد للمرة الثانية فوق هذا الجبل الذي يعرف اعتصاما انطلق منذ فاتح غشت من السنة الماضية 2011.

وقد قدر مصدر من إميضر عدد المصلين بــ 5000 شخص قدموا من دواوير مختلفة تنتمي لجماعة إميضر التي تبعد عن تنغير بحوالي 30 كيلومتر.

المصلون أبوا إلا أن يساندوا المعتصمين فوق الجبل ويشاركونهم بهجة العيد “تأكيدا على مواصلة النضال من أجل الملف المطلبي” حسب تصريح أحد أفراد لجنة الحوار من داخل المعتصم. مضيفا ” بأن الاحتفال بالعيد هذه السنة يأتي رغم اعتقال 13 فرد من معتصمي ألبان بتهم مفبركة بهدف كسر شوكة النضال”.

من جهة أخرى عبر مصدر من معتصمي ألبان عن تفاؤله من جولة الحوار الأخيرة ( وهي للإشارة الجولة الــــ 14 ) التي جمعت أطراف النزاع الذي دخل سنته الثانية، والتي أسفرت عن تقارب في الملف، مما يوحي بانفراج وشيك للأزمة.

يذكر أن معتصمي ألبان شيدوا بيوتا من طين وقصب فوق الجبل الذي يضم صهريجا مائيا يزود شركة SMIالتابعة لمجموعة ManaGem مناجم” بالحاجيات الصناعية، وذلك للضغط على الشركة المستغلة لأكبر منجم لاستخراج الفضة في المغرب، لتحقيق مطالبهم المتمثلة في التشغيل والحفاظ على البيئة ومساهمة الشركة في التنمية الاجتماعية.

سوس بلوس / ه.ب

روبورتاج

يعيش 1061 تلميذ بجماعة إميضر التي تبعد بـ 140 كيلومتر عن ورزازات وضعية خاصة، بعدما انقطعوا عن الدراسة موسما كاملا، ” تضامنا” مع أهاليهم المعتصمين فوق جبل ألبّان قرابة سنة، أي منذ 2 غشت 2011.

والتلاميذ المنقطعون عن الدراسة أبناء سبعة دواوير تنتمي ترابيا لجماعة إميضر، موزعة على مجموعة مدارس إميضر 486 تلميذ(ة)، مجموعة مدارس أنو نييزم 277 تلميذ (ة) والثانوية الإعدادية إميضر 298 تلميذ(ة).

ماهو أصل المشكل بإميضر؟ وما موقع 1061 تلميذ من هذه الأزمة؟ وماهي الحلول التي تقترحها نيابة التربية الوطنية لإعادة إدماج تلاميذ سيقضون 549 يوم عطلة، إذا افترضنا عودتهم للفصل في بداية الموسم المقبل؟

عندما زرنا جبل ألبان، حيث يعتصم السكان منذ سنة، وجدنا الأطفال إلى جانب أهلهم وذويهم في المعتصم يزاولون أنشطة ترفيهية وتثقيفية يؤطرهم متطوعون وفاعلون جمعويون.

هسبريس تنقلت بين أهالي إميضر، وصعدت جبل “ألبّان” حيث يوجد المعتصمون منذ 2 غشت 2011، وحاورت النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير، كما حاورت إدارة المنجم لتسليط الضوء على هذا الموضوع الذي اقتصرنا فيه على وضعية تلاميذ إميضر.

المف المطلبي للمعتصمين فوق جبل أَلْـبّان

الاعتصام الذي تخوضه ساكنة إميضر فوق الجبل ليس سوى حلقة من سلسلة نضالات منذ 1991، مرورا بـ 1996 و97 ثم 2011، وذلك من أجل ملف مطلبي ترفعه الساكنة إلى شركة منجم إميضر التي تستغل منجما للفضة يوجد على أرض الجماعة منذ 1969. ويمكن تلخيص مطالب المعتصمين في ما يلي:

تخصيص 75% من مناصب الشغل المستقبلية للسكان المنحدرين من جماعة إميضر، وتدريب وتشغيل طلبة الجماعة وتنظيم استغلال المنجم للموارد المائية بالمنطة، وإطلاق سراح المعتقلين الــ 13 الذين تم اعتقالهم بتهم مختفلة؛ يقول معتصمو إميضر بأنها “مفبركة وغير صحيحة”.

ويطالب السكان أيضا بحقهم في التطبيب خاصة أن المستوصف الوحيد يضم ممرضة واحدة لـ 8000 نسمة بدون وجود طبيب، كما يطالب المعتصمون بإجراء دراسة لمعرفة تأثير النشاط المنجمي لإميضر على السكان وعلى البيئة وعلى الفرشة المائية، حيث يقول المعتصمون إن هناك تسريبات سامة قتلت 42 رأس من الماشية دفعة واحدة.

ولسكان إميضر مطالب عديدة سوف نعود إليها بالتفصيل في موضوع لاحق، لأننا اقتصرنا على الجانب التعليمي..

 

توجد هذه المدرسة على بعد 3 كيلومترات تقريبا عن منجم الفضة. بنيت في الثمانينات والطالب الوحيد الذي درس بها و نال الباكالوريا يدرس الآن بالجامعة!

ويرى المعتصمون الذين لا يبعدون كثيرا عن منجم الفضة بأن دواويرهم النائية أحق بأن تتوفر على مؤسسات تعليمية قريبة من السكان، ومجهزة بالوسائل المتعارف عليها من إنارة و طرق وماء ومرافق صحية، وهو ما يغيب في الكثير من المؤسسات الفرعية التي تتواجد في دواوير بعيدة لكنها قريبة من مصدر الفضة.

سألنا المعتصمين عما إذا كان الوضع في المؤسسات هو الذي أدى إلى انقطاع التلاميذ عن الدراسة، فصرحوا بأن ”المطالب شمولية ولا يمكن تجزيئها. لقد اتخذنا قرار عدم ذهاب التلاميذ إلى المدرسة في أكراو”، وهو الاجتماع اليومي الذي دأب المعتصمون على الالتزام به كل يوم لمناقشة المستجدات التي تهم المف المطلبي وتقدم الحوار، وغير ذلك.

لكن السؤال الذي ظل متداولا حتى في جبل ألبان هو: ما مصير تلاميذ إميضر؟.. حملنا هذا السؤال إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير.

النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير: نحترم مطالب السكان لكن التلميذ متضرر من إقحامه في الملف

نفى السيد محمد شمي، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، في تصريح لهسبريس أن تكون النيابة مسؤولة عن الوضع في إميضر، مؤكدا بأن ” نيابة التربية الوطنية بتنغير وفرت الأساتذة والمستلزمات الدراسية، وفتحت أبوابها بشكل عاد في كل المؤسسات التي عرفت المقاطعة”، بل ألزمت الأطر التربوية من أساتذة ومدرين بالحضور اليومي في أوقات العمل رغم عدم حضور التلاميذ طول السنة”، يضيف المتحدث في هذا الحوار الذين أجريناه معه من مكتبه بتنغير، بحضور السيد رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية، والسيد رئيس مصلحة الموارد البشرية والسيد المكلف بالاتصال.

سنة كاملة و1061 تلميذ خارج الفصول الدراسية ما مصيرهم ؟

حاورنا المعتصمين وآباء التلاميذ، ونسقنا مع المجلس العلمي المحلي عن طريق خطب الجمعة، لكن للأسف الطرف الآخر يقول لنا في كل مرة : مشكلتنا ليست مع التعليم بل مع شركة منجم إميضر. لقد وفرنا القاعات ووفرنا الأساتذة، وألزمنا الجميع بالحضور، لكن المستهدف من العملية التربوية ـ الذي هو التلميذ ـ لم يحضر. أرسلت لجنة نيابية إلى إميضر مرتين وذهبت للوقوف بنفسي على الوضع مرتين لكن المعتصمين والأهالي الذين ألتقيهم يقولون لي: عودة التلاميذ إلى أقسامهم رهين بتحقق مطالب آبائهم.

أنا لا أناقش شرعية مطالبهم، ولا أملك لها حلا فهي تتعلق بإدارة منجم إميضر، كل ما يهمني هو التلاميذ الذين دفعوا الثمن وسيدفعونه إذا استمر الوضع.

ماهو سبب انقطاع 1061 تلميذ عن الدراسة في كل تراب جماعة إميضر؟

في نظري، الكبار استغلوا الصغار من أجل الضغط لتحقيق مطالبهم المتعلقة بالتشغيل وغيرها. أنا لا أجادل في مطالبهم ولا أناقش هل هي شرعية أم لا. الذي يؤسفني هو إقحام الأطفال في الموضوع. كان عليهم أن يناضلوا من أجل ملفهم المطلبي ويدعوا التلاميذ يواصلون دراستهم. لأنه من العار أن يضيع عام كامل في عمر هؤلاء التلاميذ.

أتمنى أن يجد المنجم والسكان صيغة توافقية لحل الأزمة. ولم أناقش مشروعية مطالب المعتصمين ولم يسبق لي أن صعدت لجبل ألبان. أنا أزور المدارس والمؤسسات التعليمية وأتواصل مع الناس، لأن المشكل يهم السكان ومنجم إميضر.

كيف ستتعاملون مع وضعيتهم الآن بعد انتهاء السنة الدراسية؟

أملنا أن يعود التلاميذ إلى فصولهم الدراسية في السنة المقبلة، فمكان التلاميذ هو القسم وليس أي مكان آخر، وقد قررنا رفقة الأساتذة وبحضور ممثلين عن الاباء، رأفة بالتلاميذ وحفاظا على مصلحتهم أن نحتسب لهم هذه السنة سنة بيضاء، ويبقون في مستوياتهم دون أن تسجل لهم في ملفاتهم. من كان يدرس بالمستوى السادس قبل المقاطعة سوف يبقى في المستوى السادس، وهذا يسري على جميع المستويات من السنة أولى ابتدائي إلى السنة الثالثة إعدادي.. قد نجد بعض المشاكل بالنسبة للمستويات الأولى في جميع المؤسسات المعنية، لكننا سنضيف قسما آخرا إذا اقتضت الضرورة. المهم هو أن يلتحق التلاميذ بأقسامهم.

في مجموعة مدارس أنون ييزم كان هناك بعض التذبذب في شهر فبراير، يحضر التلاميذ مرة ويتغيبون مرة ثم انقطعوا بعدها بشكل نهائي. في مجموع 1061 تلميذ لم يجتز الامتحانات سوى تلميذتان في فرعية تابولخيرت، الباقي سيظل في قسمه ولن تسجل هذه السنة في ملفاتهم.

إذا افترضنا أن التلاميذ عادوا إلى مؤسساتهم في منتصف شتنبر المقبل، فمعنى ذلك أن تلاميذ جماعة إميضر قضوا 549 يوم عطلة.. كيف سيندمجون في الحياة الدراسية مرة أخرى؟

لسنا طرفا في المشكل ، نحن جزء من الحل، قررنا أن نخصص لهم دعما نفسيا لإعادة إدماجهم، كما سنعقد اجتماعا مع الأساتذة بداية شهر شتنبر لحثهم على مراجعة شاملة للدروس في جميع المواد بهدف استذكار المكتسبات السابقة، حتى يتمكن المتعلم الذي قضى سنة كاملة بدون مدرسة أن يتدارك ويواكب التعلمات المستقبلية. علمت بأن هناك مخيم في قلعة مكونة ويضم بعض تلاميذ إميضر، وسوف يقوم المؤطرون بدعمهم نفسيا من أجل الإندماج في الحياة الدراسية من جديد، فجميع الظروف متوفرة، من أساتذة ولوازم وإطعام مدرسي.

 

 

 

يشتكي المواطنون الذين التقيتهم في جبل ألبان وفي إميضر من ضعف البنية التحتية المدرسية، وهشاشة بعض المؤسسات، مثلا مدرسة بدوار إكيس بنيت في الثمانينات. ولحد الساعة طالب وحيد فقط من كل الأفواج التي درست بهذه المدرسة استطاع أن يتجاوز الباكالوريا. ألا تتحملون بعض المسؤولية؟

أولا نيابة التربية الوطنية بتنغير استحدثت منذ عامين فقط. ولا علم لي بهذه المسألة. ما دامت هذه المدرسة لم تخرج سوى باكالوريا وحيدة. معنى ذلك أن هناك هدر مدرسي نتحمل مسؤوليته جميعا، من نيابة وساكنة وجمعيات وآباء. الشأن التعليمي يهم الجميع، وعلى الجميع أن ينخرط في كل الأعمال التي تهم الشأن التعليمي والتربوي.

ولا فرق بين مؤسسة وأخرى، إذا كانت وضعية فرعية إكيس تستدعي التدخل فلن نبخل بذلك، وربما لو كان الأمر كذلك لأخبرنا رئيس المؤسسة أو السكان أو الجمعيات. ولا يجب أن ننتظر من النيابة أو الأكاديمية أن تقوم بكل شيء. نحن مستعدون للتنقل لعين المكان ومعاينة المدرسة، أكثر من هذا فتحنا قناة للتواصل مع شركة منجم إميضر، ويمكنهم مساعدتنا فيما يخص البينة التحتية، ونحن كنيابة مفروض علينا أن نوفر الأساتذة.

هل تشاركون في الحوار بين المعتصمين وشركة منجم إميضر كباقي الأطراف؟

لا أبدا. لم يسبق أن شاركنا، لم تتم دعوتنا لذلك، ما تطلبه شركة المنجم مني هو تحديد حاجيات التربية والتكوين داخل جماعة إميضر، وقدمنا مجموعة من الاقتراحات للمنجم مثل إحداث داخلية بالثانوية، توفير نقل مدرسي، وإحداث تعليم أولي. كل ما يهمني هو عودة التلاميذ إلى الأقسام. أملنا كبير في أن تكف الأسر عن استعمال الأطفال في هذا الملف.
وأتمنى ألا تكون وضعية مؤسسة من المؤسسات سببا في عدم عودة التلاميذ. نحن مستعدون لبدل مجهود أكثر، مستعدون لحل أي مشكل، فيما يخص اللوازم المدرسية، خصاص الأساتذة، مشكل في البنية التحتية، نحن مستعدون للتدخل وباب الحوار مفتوح مع جميع المتدخلين من آباء و جمعيات.

وانتقلت هسبريس إلى منجم إميضر بهدف نقل أسئلة الساكنة، وتصريحات النائب الإقليمي لإدارة المنجم حتى يدلي جميع الأطراف بدلوهم في الموضوع، فأحالونا إلى مسؤولة التواصل بالشركة، وكان معها الحوار التالي:

كوثر المريني: على المعتصمين الفصل بين النزاع وحق التلاميذ في متابعة دراستهم. 

فوق قمة 1460 متر يعتصم نساء و رجال وشيوخ و أطفال منذ 2 غشت 2011 ما تقييمك للأزمة بين الشركة والمعتصمين؟

منجم إميضر هو فاعلو شريك رئيسي للتنمية الاجتماعية الاقتصادية للمنطقة؛ فقد ساهم في إعداد البنيات الأساسية مثل الطرق والشبكات الكهربائية والإمداد بالماء والارتقاء بالمرأة والتربية، إلخ.

لقد تم عقد اجتماعات عديدة مع كل الأطراف المعنية، وتم اقتراح عدة حلول أثناءها لإيجاد منفذ لهذه الوضعية نذكر منها على الخصوص منح مناصب شغل إضافية، ومزيدا من التشجيع للشركات المحلية للأشغال، وحفر آبار جديدة لماء الشرب و تجهيزها. وتعهد منجم إميضر أيضا بالزيادة في مساهمته لتشييد البنيات الأساسية الحيوية. إلا أنه بكل أسف، إلى حد الآن لا زال سكان جماعة إيمضر يوقفون محطة ضخ المياه الصناعية التي تزود الشركة بالماء، وذلك رغم توفر هذه الأخيرة على جميع الرخص الضرورية للاستغلال.

 

أين وصل الحوار.. وهل من أفق لإنفراج الأزمة؟

لم يتوقف الحوار أبدا، في البداية كان الحوار بطريقة مباشرة، حيث عقدت سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بين إدارة المنجم من جهة، وممثلي ومنتخبي ساكنة جماعة إميضر من جهة أخرى، واستمر من بعد ذلك بطريقة غير مباشرة عبر وسطاء من حكماء وأعيان بالجماعة ونشطاء جمعويين، لكن بدون التوصل إلى أي نتيجة.

استأنف الحوار مؤخرا في أواسط شهر يونيو بإشراف السيد العامل وهذه المرة بطريقة مباشرة، كذلك عقد لقاءين قدمت فيهما الشركة عدة مقترحات جدية كفيلة بإقناع الشباب بالعزوف عن منع الشركة من استغلال المياه الصناعية. وللشركة رغبة كبيرة في حل هذا النزاع المفتعل, وقدمت الشركة اقتراحات عديدة لمساندة الجماعة على الرفع من مستوى المعيشة، لكن الشركة في نفس الوقت تريد أن يحترم حقها في استغلال المياه والرمال لأغراض صناعية وفي إطار القانون.

مرة أخرى، تؤكد إدارة الشركة استعدادها التام للحوار الجاد والبناء والتعاون المستمر مع جميع الأطراف المعنية. وذلك من أجل خلق تنمية مستدامة للمنطقة ، تحترم حقوق الساكنة ، خاصة حق ولوجها إلى الماء، كما تنتظر هي الأخرى، حقها المشروع من هذه المادة الحيوية التي تعتبر أساسية لاستمرار عملياتها الإنتاجية.

1061 تلميذ انقطعوا عن الدراسة ألا يتحمل المنجم بعض المسؤولية في وضعية هؤلاء التلاميذ؟

كان موقف الشركة من هذه القضية دائما واضحا ولا يزال كذلك. وأكدنا مرارا أن من اللازم سحب الحاجز المتواجد بجماعة إيمضر والذي يمنع التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة ومتابعة دراستهم. دائما كنا نصر خلال المفاوضات على أن يمنح للتلاميذ الحق في متابعة الموسم الدراسي. من وجهة نظرنا، كان على الطرف المحاور أن يفصل بين النزاع وحق التلاميذ في المدرسة لأن مكانهم هو القسم، وعلى الآباء وجميع الأطراف تحمل مسؤولياتهم لأن المتضرر الوحيد هنا هم التلاميذ، وبالخصوص على المدى البعيد، حتى أننا اقترحنا للأطراف المعنيين أن نبقي محطة ضخ المياه الصناعية التي تزود الشركة بالماء موقفة، وأن نلتزم باللجوء إلى مصدر أخر للتزويد بالمياه، وذلك ريثما نجد حلا لهذا النزاع المفتعل.

هل يساهم المنجم في بناء المدارس بالمنطقة؟ وماتعليقكم حول هشاشة البينية التحتية المدرسية للدواوير المجاورة للمنجم ؟

يعتبر منجم إميضر فاعلا وشريكا كبيرا بالنسبة للتنمية السوسيوقتصادية للمنطقة، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية وبشراكة مع جميع المتدخلين: المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء، مندوبية وزارة التربية الوطنية، مندوبية التجهيز، مندوبية الصحة، المجلس الإقليمي، و الجماعات المحلية..

وتبعا لذلك فإن الشركة تساهم في النهوض بالقطاعات الحيوية كالتربية والتعليم، وذلك ببناء القاعات الدراسية وتوفير النقل المدرسي وتوزيع المحافظ والكتب المدرسية. وفي هذا الصدد، فيما يخص جماعة إميضر، لقد قامت الشركة في السابق بإنشاء نادي لنساء الجماعة، وقامت كذالك بإصلاح الخطارت وتشييد أقسام داخل إعدادية إيمضر، ساهمت كذلك في بناء روض للأطفال وتجهيزه، كما تساهم الشركة في النقل المدرسي للأطفال إلى تينغير.

ولا تقتصر أعمال الشركة على جماعة إيمضر فحسب, بل تمتد إلى الجماعات المجاورة الأخرى,وعلى الخصوص مدينة تنغير حيت أنشأت فيها الشركة حي سكني مجهز بمستوصف ومسجد وملاعب رياضية ومركب ثقافي…

هذا إضافة إلى مساعدات إضافية في نقل التلاميذ وإعادة تأهيل روض الاطفال , إعادة تأهيل المرافق على غرار الملاعب الرياضية وقاعات الدروس التطبيقية…للإشارة أيضا، فإن الشركة مستعدة للمساهمة في مشاريع جمعوية أخرى تقترحها الساكنة في إطار سياستها للتنمية المستدامة و في حدود قدراتها المالية.

لا يزال المعتصمون في جبل ألبان وما يزال التلاميذ الذين ضاعت سنة من أعمارهم مع ذويهم على الجبل يعقدون الآمال في أن يتقدم الحوار، ويتم حل الأزمة كي تعود الحياة الطبيعية إلى جماعة إميضر، ويعود التلاميذ إلى أقسامهم؛ فنيابة التعليم تقول بأنها وفرت كل شيء، وإدارة المنجم تقول بأنها تساهم في تنمية المنطقة، والمعتصمون يتشبثون بالسؤال: كيف سيعود التلاميذ إلى أقسامهم وآباؤهم رهن الاعتقال؟

مشاركة