الرئيسية مجتمع اكادير: جماعة “أَقصْري”مؤهلات سياحية وتنمية مؤجلة

اكادير: جماعة “أَقصْري”مؤهلات سياحية وتنمية مؤجلة

كتبه كتب في 26 مايو 2017 - 12:14

وأنت في طريقك إلى جماعة أقصري في جبال إداوتنان عبر مركز أورير، ستضطر للتوقف كثيرا، فالطريق متعرجة، وكثيرة هي المقاطع التي لم تعَبّد، ويتم فيها التوقف لفسح المجال لعربات أخرى للمرور، إلا أن ذلك يهون أمام روعة المناظر الطبيعية لإداوتنان، حيث يتجاوز شجر الأركان مع شجر النخيل، في منظر جبلي لا يوجد إلا في هذا المكان.

جماعة قروية أُحدثت سنة 1982، تضم 45 دوارا على مساحة 184 كلمتر مربع، وعدد سكانها 4400 تقريبا. المواقع السياحية بهذه الجماعة عديدة، أشهرها “أسيف ن تغرات نوانكريم”، المعروف عالميا بوادي الجنة، كما أن قرية تيزڭي حيث يوجد واد معروف لدى السياح الأجانب خاصة، به مغارات وبحيرات تستهوي سياح من طينة خاصة، أغلبهم جاء للمغرب ليمارس سياحة جبلية، توجد في إداوتنان، وفي مناطق خاصة بالمغرب.

إلا أن الزائر لهذه المواقع السياحية، يصطدم بغياب التجهيزات الضرورية لتشجيع هذا النوع من السياحة، ومظاهر الهشاشة وغياب وسائل الاتصال وضعف شبكة الهاتف وغياب الأنترنيت وغيرها من مسلتزمات الحياة الكريمة.

شهرة عالمية وعزلة للساكنة

بخصوص مشاكل ساكنة هذه الجماعة القروية التي توجد على بعد 42 كيلومتر من مدينة أكادير شمالا، فإن محمد شري، وهو مستشار جماعي بذات الجماعة القروية يقول “هناك دواوير عديدة معزولة، تحتاج إلى مسالك طرقية مثل دوار إمودالن، مورير، أيت الشلح، العزيب ن تزڭي، تاسيلا إزواغن، تلمس، وكلها دواوير تحتاج طرقا لفك العزلة عنها”.

بخصوص الوضع الصحي بالمنطقة يقول شري في حديثه لهسبريس الإلكترونية “أن الجماعة لا تتوفر على طبيب، باستثناء مستوصف قروي به ممرض وحيد، وأن المرضى يتم إرسالهم نحو مركز تغازوت بدل جماعات أقرب”.

نفس المتحدث يورد في حديثه أن “الجماعة تتوفر على شاحنتين لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، لكن يتم استعمالهما في نقل مواد البناء للخواص طيلة أيام الأسبوع، رغم توصل الجماعة ببرقية رقم 1662، يوم 17 أبريل الماضي، من ولاية أكادير تطالب فيها بإعادة الشاحنتين لوضعهما الطبيعي، لكن ما تزال هذه الشاحنتن لحد الساعة تقوم بنقل مواد البناء”.

وبخصوص موارد الجماعة قال شري أن “الجهات المختصة يجب أن تفحص موارد الجماعة، خاصة مداخيل مرابد وادي الجنة، وغيرها، حتى يتم الوقوف على المداخيل الحقيقية”.

من جهة أخرى عبر شبان في دواوير تابعة لجماعة أقصري القروية، استقت هسبريس آراءهم عن تذمرهم من غياب أماكن للعب والترفيه من ملاعب وأندية ودور شباب وغير ذلك.

صراع بين جمعية وجماعة

في نفس موضوع الشاحنتين توصلت هسبريس بنسخة من وثيقة مرفوعة إلى مجموعة من المسؤولين بأكادير تطالب فيها “جمعية أورير لأرباب وسائقي الجرافات والشاحنات لنقل البضائع لحساب الغير”، إنصافها بعد أن أقدمت جماعة أقصري على منافسة أرباب وسائقي الجرافات والشاحنات، باعتمادها “أثمنة مغرية لنقل مواد البناء لفائدة الخواص”. هذه الجمعية تتهم جماعة أقصري بكونها “تخرق القوانين والضوابط المنظمة لمهنة نقل مواد البناء، ذلك أنها تعتمد في تكاليفها على المال العام، عكس أعضاء الجمعية الذين يؤدون ضرائب وتكاليف متنوعة، مما يُغيب مبدأ التنافس الشريف”.

نفس الجمعية التي يوجد مقرها في أورير ويشمل قانونها الأساسي كل أرباب الشاحنات والجرافات الذين يزاولون نشاطا ما بإحدى جماعات أكادير، بحسب الوثائق التي أدلت بها لهسبريس، قررت اللجوء إلى القضاء لأن “نشاط الجماعة أثر في مداخيل منخرطيها، ذلك أن للجماعة سلطة معنوية على الأفراد، خاصة وأنها من يمنح رخص البناء ورخص الإصلاح وغير ذلك، رغم أن نشاطها مناف للقانون تماما”. بحسب إفادتها للجريدة.

ردود رئيس الجماعة

يقر عبد الله شكد الروح بأن الجماعة التي يرأس مجلسها “فقيرة لا تتوفر على موارد مالية، إلا أن المجلس يبدل قصارى جهوذه في الترافع للنهوض بالمنطقة. فلا يوجد رئيس جماعة لا يريد أن تكون جماعته هي الأولى وطنيا وتوفر جميع الخدمات للساكنة”.

نفس المتحدث صرح لهسبريس ردا على اتهامات المستشار الجماعي محمد شري، بأن هذا الأخير “كان رئيس جماعة لفترة طويلة، وهو من المصوتين على القرار الجبائي الذي نشتغل به سواء في مربد وادي الجنة، أو الذي يشتغل به بخصوص الشاحنتين”.

بخصوص شكاية جمعية أورير لأرباب وسائقي الجرافات والشاحنات، وهو الموضوع الذي يستأثر باهتمام الساكنة والجمعيات، أوضح رئيس جماعة أقصري “أن القانون فوق الجميع، ومادامت الجمعية قد لجأت للقضاء فهو الذي سيحكم في الموضوع”.

ويزيد أن” هاتين الآليتين تستعملان في توفير الماء، لأنه أولى، ولكن في الفترات التي لا تحتاج فيها الساكنة الماء، فيتم وضعهما في خدمة الساكنة، بمقابل، بهدف تنمية موارد الجماعة، وهذا أمر معمول به في جميع الجماعات ، إلا أن إثارة هذا الأمر من طرف بعض الأشخاص، هو سياسي بالدرجة الأولى، لأنه لماذا لا تقوم هذه الجمعية بمقاضاة جماعات أخرى قريبة تقوم بتوفير خدمات مماثلة للساكنة مؤدى عنها”.

في مجال الطرق وفك العزلة أوضح رئيس جماعة أقصري أن “تغيرا كبير طرأ على الجماعة في الفترة الأخيرة، فمنذ 2005 إلى الآن تم انجاز طريق إمي ن وادار في اتجاه تادرين، وطريق إمي مكي في إلى تامزاركوت، وهناك صفقة في طر الإعلان، لطريق كاشط، وكل هذه الطرق تم انجازها في إطار شراكة بين وزارة التجهير، والجهة، والمجلس الإقليمي، ثم الجماعة. وهناك 3 طرق توجد دراستها قيد الإنجاز، وقد تمت برمجة هذه الطرق في إطار برنامج التفاوتات الإجتماعية الذي تسهر عليه الجهة”.

نفس المصدر يضيف “لا يوجد حاليا دوار وحيد في عزلة، لأن جميع الدواوير لها مسالك وإن كانت غير معبدة، تم شقها بواسطة الآليات التي تملكها الجماعة، أو التي تم الحصول عليها من المجلس الإقليمي”. بخُصوص المطالب بتوفير ملاعب وأماكن للترفيه أورد أشكد الروح أن المشكل هو الملك الغابوي ، فقد سبق أن تقدم المجلس الجماعي بطلب للحصول على بقعتين من مصالح المياه والغابات، وتم رفض طلبنا، فـ90 في المئة من مساحة الجماعة تنتمي للملك الغابوي.

أما فيما يتعلق بالوضع الصحي الذي يؤرق الساكنة بجبال إداوتنان، أورد نفس المتحدث أنه” مشكل كبير، لكن لا يد لنا فيه، فقد طالبنا مرارا بتأهيل الستوصف القروي لأقصري ليصبحا مركزا صحيا يتوفر فيه طبيب، لكن لم يلبى طلبنا من طرف المصالح الصحية، ويتم إرسال المواطنين نحو أورير أو إلى أكادير، وليس تغازوت”.

ميمون أم العيد

مشاركة