الرئيسية اراء ومواقف يا أهل الدار والزوار: بَصَّحَّة فْطُورْكُمْ

يا أهل الدار والزوار: بَصَّحَّة فْطُورْكُمْ

كتبه كتب في 20 أغسطس 2012 - 03:36

استيقظت هذا الصباح ،ونسيم العيد يسابق شمس غشت الحارقة؛عساه يبارك للأحباب قبل حمارة الحر،وضمأ آخر يوم رمضاني.

كنت في الاستقبال ،بكل طيوري الجبلية ،التي تلازم حديقتي؛حيث لا يعوزها الحب والماء؛هدية مني لضجيجها ،الذي يؤكد لي كل فجر أن دفق الحياة متواصل ؛ويغريني بها.

تذكرت كل أفراد العائلة ،وتمنيت من كل قلبي أن يسعدوا بعيدهم هذا ،في عامهم هذا؛خصوصا وقد كثرت الشكوى،من فرط الحر ؛جوا وتسوقا.

تذكرت الأصدقاء والمعارف ؛وقلت بيني وبين نفسي: ما أجمل ساعات ييسرها الله للذكرى.وفي ركاب هذه الذكرى ذكريات خاصة مع كل واحد منهم.

دفق آخر للحياة يعطيها بعدا انسانيا. وهي اما أن تكون انسانية أو لاتكون.

ثم ألحت علي الانسانية الرقمية ؛هذا البعد الجديد ،الخالص لنا نحن ؛ساكنة المعمور في عصرنا هذا.

صداقات نقسوا عليها فننعتها بالافتراضية،أو الرقمية ،وهي تبنى شحنة شحنة،بالكلمات .لأن قاموسنا عاجز كل العجز عن ابتكار تسميات ومصطلحات جديدة تناسب هذه الحياة” الرقمية “الموغلة في التعالق والتشابك ؛في عوالم نعيشها ونحس بها لكن دون أن نراها رأي العين.

ان القاموس الذي يزخر بثمانين اسما للكلب ،والمئات للأسد ،والعشرات للسيف ؛وبكل مرادفات الصداقة،الود،العشرة،الألفة،الحب، يقف عاجزا عن تحديد مصطلحات ،وتسميات لهذه الوشائج التي تؤلف بين الناس ؛عبر عوالم جديدة كل الجدة ؛في كون بعمر ملايير السنين.

ما أروع أن نكون هنا ؛نشهد هذا الميلاد الكوني الرائع .

في انتظار أن يحسم القاموس ؛ويبحث عن الأعرابي الذي كان دائما بباب اللغويين والنحاة؛حجة عليهم؛أقرر أن عشرتي لطاقم هسبريس،وسكانها وزوارها –وحتى شبيحتها- ليست افتراضية؛ ولا رقمية.

أعرفهم ويعرفونني ؛ولا أملك الا أن أبارك لهم العيد بالطريقة الجزائرية ؛لأنني على بعد كيلومترات من للا مغنية:

بالصحة فطوركم.

لا لون لتهنئتي عدا لون العيد ؛وهو طبعا عيد غير افتراضي ، ولا رقمي ؛وان كان يَحُلُّ بحساب أيام الله.

لا قسوة اليوم على بنكيران وحكومته.أعانهم الله حتى يحولوا كل أيامنا الى اعياد.

لا حقد اليوم على التعليقات الهوجاء ؛التي تستند الى كلمة أو سطر من الموضوع ثم تغير بكل اسلحة الدمار الشامل.

لا نشاز اليوم بين فكر وفكر ؛ما دام الكل يسعى لخدمة الوطن ؛ومن الرحمة بنا ألا نكون مصبوبين في قالب واحد ؛وبين يدينا بطاقة هوية واحدة.

لا شيء يعلو اليوم على العيد.

فعيدكم مبارك سعيد.

وتذكروا أنه عيد حقيقي وليس افتراضيا؛كما معرفتكم وصداقتكم.

مشاركة