بعد المراسلة التي وجههتها جمعية “نحمي ولدي لحقوق الطفل” للوكيل العام للملك باستينافية أكادير، من أجل تقرير مصير الرضيع الذي ولد نتيجة اغتصاب اب لابنته القاصر بالدراركة، تحركت النيابة العامة بابتدائية أكادير إحالته على مصالح الرعاية الإجتماعية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، لتتم رعايته خاصة بعد أن أصبحت القاصر غير قادرة على الاعتناء به لدخولها أزمة نفسية حادة.
مراسلة الجمعية عجلت بتحرك النيابة العامة، لتخفف من مأساة أسرة بأكملها بما فيها والدة القاصر وشقيقاتها، عاشت لحظات صعبة بعد اكتشاف ما قام به الأب لأزيد من سنة، داوم خلالها على اغتصاب ابنته في غفلة من الجميع، وتفاقم الأمر بعد ولادة الطفل.
قضية من قضايا زنا المحارم التي تركت استنكارا كبيرا بين ساكنة دوار “تدوارت” الدراركة، بضواحي أكادير، الجاني أب في عقده الرابع، والضحية فتاة في 17 من عمرها، مستغلا تغيب زوجته للعمل في إحدى الضيعات الفلاحية بضواحي أكادير، ليستفرد بابنته ويهددها في حالة أفشت السر بالقتل، بل بلغ به الأمر منعها من الخروج من المنزل خوفا من افتضاح أمره.
ظلت الفتاة على تلك الحال لمدة سنة ونصف، قبل أن تظهر عليها بوادر الحمل في رمضان المنصرم، فاضطرت إلى إخبار والدتها بما قاسته طيلة تلك المدة، على يد من يفترض أن يكون رحيما بها حافظا لشرفه، فلم تصدق الزوجة ما سمعت عن أفعال زوجها، فقامت بتقديم شكاية لدرك الدراركة، ليتم اعتقال الأب وإحالته على النيابة العامة.
و”تنجب المأساة أطفالها” فقد نتجت عن عملية الاغتصاب المستمر لشهور ولادة رضيع يبلغ الآن ثلاثة أشهر، ثبتت أبوة الوالد للطفل بناء على نتائج الخبرة الجينية، لكن الفتاة دخلت حالة نفسية صعبة، وكلما نظرت إلى الرضيع (الإبن والأخ) كانت حالتها تزداد سوءا، مما جعل النيابة العامة تقرر تحويل الطفل على مؤسسة الأطفال المتخلى عنهم رأفة به وبالفتاة وبالأسرة ككل، هذا في الوقت الذي ينتظر فيه إرفاق ملف القضية بنتائج الخبرة الطبية في جلسة يوم 25 من الشهر الجاري أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية أكادير.
