الرئيسية عدالة أكادير: مطالب بـ”رعاية” رضيع أنجبته قاصر من والدها

أكادير: مطالب بـ”رعاية” رضيع أنجبته قاصر من والدها

كتبه كتب في 10 مايو 2017 - 11:08

منذ شهر نونبر من سنة 2016 وفتاة قاصر، في دوار “تدوارت”، بالجماعة التربية “الدركة”، ضواحي مدينة أكادير، والتي يبلغ عمرها حوالي 17 سنة، تتجرّع ويلات المعاناة والمرارة والنفسية المهزوزة، بمعية والدتها، جرّاء تبعات “صدمة” كبرى، تتجلّى في تفجّر قضية حمل الفتاة من والدها، وبلوغ الحمل شهوره الأخيرة، إذ أنجبت نهاية فبراير المنصرم “ولدا” ذكرا، يبلغ الآن من العمر حوالي ثلاثة أشهر.

وفي تفاصيل القضية، أوضح جامع بوجا، المنسق الجهوي لجمعية “نحمي ولدي لحقوق الطفل”، أن أولى خيوط كشف هذه الفضيحة الجنسية والأخلاقية تعود إلى نونبر من السنة الماضية، حين زارت سيّدة بيت أسرة الضحية، وهي من صديقات والدتها، فأبلغتها أن الأسرة تواجه معضلة وفضيحة أخلاقية، بطلها ربّ الأسرة، الذي دوام لأزيد من 18 شهرا على هتك عرض ابنته، ما نجم عنه حمل، وهو الذي فرض عليها طوقا ومراقبة لصيقة، مخافة افتضاح الأمر، وصل حدّ منعها من مغادرة البيت.

وتابع المتحدث بأن أم الفتاة القاصر، وبحكم تجربتها، لم تجد أدنى صعوبة في اكتشاف علامات وأعراض الحمل على ابنتها، وعمدت بعد ذلك إلى استفسارها عن مصير ما ببطنها، وكانت المفاجأة، حين اعترفت الفتاة لوالدتها بأن من يقف وراء الحمل هو “أبوها”، فصدمت الأم من هول ما سمعت، وأدخلها الخبر في دوامة من الأمراض النفسية والعضوية، لازالت تُعاني من تداعياتها إلى اليوم، ما أثر على مردودها في العمل، الذي غالبا ما تتوقّف عنه، لأسباب صحية. وأضحت الأسرة تواجه مصيرا مجهولا، بين الحمل والمرض واعتقال الأب والفقر ونظرة المجتمع…

وكان الأب يستغل غياب زوجته، التي تُكابد من أجل توفير لقمة عيش للأسرة، كعاملة زراعية طوال النهار في الضيعات الفلاحية في ضواحي أكادير، قبل أن تعود ليلا منهكة القوى، دون أن يَدُور بخلدها أن من ائتمنته على رعاية بناته في فترات عملها، هو الذي تحوّل إلى ذئب بشري، لم ينهش سوى جسد واحدة من فلذات كبده، ولمدة تفوق سنة ونصف، دون أن تُحاط بعلم ذلك، نظرا لحجم التهديدات التي تتلقاها الضحية من والدها إن هي أفشت سر هذه “العلاقة”.

وأضاف جامع بوجا، أنّ صديقة هذه الأسرة التجأت إلى “جمعية نحمي ولدي لحقوق الطفل”، التي فعّلت في حينه تدخّلا مؤازرا للضحية، “إذ تم تقديم شكاية في الموضوع إلى مصالح الدرك الملكي بالدراركة، وبتعليمات من النيابة العامة، وُضع الأب المشتبه فيه رهن الاعتقال الاحتياطي إلى اليوم، إلى حين إنجاز الخبرة الجينية، التي ستُظهر العلاقة البيولوجية بين الموقوف وابنته”.

وفيما أُحالت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية أكادير ملف هذه القضية على جلسة الـ 25 من الشهر الجاري، من أجل إضافة الخبرة الجينية، وأمام الحالة النفسية المتردّية للضحية، لاسيما في ظل هذه الفضيحة التي تجهل معها كيفية التعامل مع “ابنها” الذي أنجبته من والدها، وجهل مصير الرضيع، طالبت “الفتاة”، عبر جمعية “نحمي ولدي” لحقوق الطفل، التي تؤازرها، بوضع الرضيع بمؤسسة تُعنى بهذه الفئة، لكون بقائه بجانبها “سبّب لها أزمة نفسية حادة، لم تستطع معها النظر إليه والاعتناء به؛ بالإضافة إلى ما سيُساهم فيه ذلك من إنقاذ الأُسرة من العذاب والألم النفسيّيْن اللذين تعيشه يوميا”.

رشيد بجيكن

مشاركة