دخلت الحملة الانتخابية الفرنسية مرحلة العد العكسي، وتشويق الأربعة وعشرين ساعة الاخيرة، ودخل معها “مرشحو الرئاسيات” مرحلة “البحث عن الضربة القاضية، معززون بمواقف وشعارات وبرامج متباينة.
مارين لوبان وشعارات التخويف من الاسلام والمهاجرين
تخوض مرشحة ‘اليمين المتطرف’ مارين لوبان، مرحلة العد العكسي بمزيد من الشعارات “العنصرية” تجاه الاسلام والمهاجرين، مارين لوبان التي وعدت باتخاذ إجراءات غير مسبوقة للحد من الهجرة وترحيل كافة المهاجرين الغير الشرعيين المتواجدين على الاراضي الفرنسية، الذين يبلغ عددهم حسب بعض التقديرات اكثر من “400 الف” مهاجر، وعدت أيضا بسن قوانين تلزم كافة المساجد والجمعيات والمنضمات الاسلامية في فرنسا، بالتقيد بالنظام العلماني الفرنسي والرضوخ للقانون، الذي تعتبره منتهكا نتيجة لما تصفه “بمظاهر دينية” لا تتلاءم مع فرنسا العلمانية.
زعيمة اليمين المتطرف تعد أيضا بإلغاء اتفاقية “شينغن” واغلاق الحدود، وإجراء استفتاء للخروج من الاتحاد الأوربي، والانسحاب من العملة الموحدة “اليورو”. مارين لوبان تراجعت الى المرتبة الثانية وراء ماكرون ب23 في المائة من استطلاعات الرأي.
إمانويل ماكرون الشاب الوسيم المتموقع بين اليمين واليسار
يعد المرشح الأوفر حظا للمرور الى الدور الثاني، أصبحا رسميا يحتل الرتبة الاولى في استطلاعات الرأي امام مارين لوبان، مرشح حركة “الى الامام” المستقل، وزير المالية السابق يعتبره المتتبعون هنا الرئيس المقبل لفرنسا، يحضى بشعبية واسعة من اليمين والوسط واليسار، يتهمه منافسوه خصوصا من اليسار بانه مجرد وجه للمؤسسات المالية بحكم عمله السابق في الميدان، ماكرون اصبح المرشح الاول لرئاسة فرنسا حسب استطلاعات الرأي.
فرونسوا فيون مرشح يدفع ضريبة منصب شغل زوجته الوهمي
كان قبل ثلاثة أشهر من الان المرشح الابرز، مرشح حزب “الجمهوريين” خرج قويا من الانتخابات التمهيدية لمرشحي اليمين، وكان حينها يحتل الرتب الاولى فاستطلاعات الرأي، قبل ان تعصف به فضيحة “مناصب الشغل الوهمية” لزوجته واولاده في البرلمان، حيث اتهمت زوجته بالحصول على مئات الآلاف من اليوروهات في وضيفه وهمية لم تشغلها قط. فرانسوا فيون فقد الكثير من شعبيته لدى الفرنسيين ووجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن برنامجه الانتخابي خصوصا امام خصومه من المرشحين الآخرين، ولوحظ ذالك اثناء المناظرات الانتخابية، حيث يذكرونه كل مرة بفضيحة “منصب الشغل الوهمي” لزوجته كلما حاول الدخول في الحوار والمواجهة مع احدهم، بالرغم من ذالك يبقى في المرتبة الثالثة في الاستطلاعات ب19 في المائة.
ابن طنجة جون لوك ميلونشون اصبح الحصان الأسود لهذه الانتخابات
أتى من بعيد وأصبح رسميا بين المرشحين الثلاثة الأوائل، جون لوك ميلونشون مرشح حزب “جبهة اليسار” وتحت شعار “فرنسا الابية” اصبح المرشح المفضل لذى نسبة هامة من الفرنسيين خصوصا منهم الذين لم يعودو يطيقون مرشحي “الأحزاب النمطية”، بشعارات وبرنامج بعيد عن سياقات برامج المرشحين الآخرين و المرتكزة أساسا على الهوية والهاجس الأمني، اصبح “ميلونشون” المرشح المفضل لذى الجاليات العربية والإسلامية هنا، بسبب مواقفه المعتدلة والمنتقدة للشعارات المعادية للإسلام والمهاجرين بفرنسا، العديد من المحللين هنا يعتقدون ان مرشح جبهة اليسار، سوف يحقق مفاجئة الدور الاول في هذه الانتخابات، ميلونشون يحثل الرتبة الثالثة جنبا الى جنب مع مرشح الجمهوريين فيون ب19 في المائة من استطلاعات الرأي.
بونوا هامون و حكاية “الدخل الموحد” للجميع عاملا كان أو عاطلا.
لم يتمكن مرشح الحزب الاشتراكي “بونوا هامون” من استمالة العاطلين عن العمل و ذوو الدخل المحدود الدين كان يعول عليهم، بعد ان اطلق برنامجه الانتخابي وإعلانه المثير للجدل عن تخصيص “دخل موحد” للجميع فور انتخابة رئيسا للجمهورية، هامون وعد بتقديم “1700 اورو” لكل فرنسي عاملا كان أو عاطلا، هذه النقطة بالذات هي الابرز في برنامجه الانتخابي، نقطة جلبت اليه الكثير من الانتقاد من خصومه حيث يتهمونه “ببيع الوهم” للفرنسيين، مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم يحتل الرتبة الخامسة في استطلاعات الرأي ب8 في المائة.
محفوظ بيگلم – باريس
