الرئيسية تربويات أطفال إميضر في المخيمات الصيفية وقريبا بالمدراس

أطفال إميضر في المخيمات الصيفية وقريبا بالمدراس

كتبه كتب في 16 أغسطس 2012 - 19:09

بعد سنة دراسية بيضاء.. العشرات من أطفال قرية إميضر  يجدون متعتهم اليوم بالمخيمات الصيفية.. أطفال القرية المنجمية الغنية بالفضة يبتسمون اليوم بعد شهور من الاحتجاج وبعد انقطاعهم عن الدراسة اضطراريا طيلة الشهور الأخيرة من الموسم الدراسي  الماضي، إذ أن انقطاع أطفال إميضر عن الدراسة والتحاقهم بالمعتصمين بجبل أبو الألبان بالمنطقة، لم يفقدهم فقط متابعة دراستهم، بل حتى قدرتهم على التمتع بلعب الأطفال والابتسامة، وجعلهم يحترفون ترديد الشعارات بدل الأناشيد.

واليوم تحاول جمعيات المجتمع المدني والشركة المعدنية لإميضر،  إعادة أطفال أكبر قرية منجمية إلى طفولتهم. في انتظار حل المشاكل العالقة بين الشركة، التي تشرف على تدبير منجم الفضة وبين  كبار المنطقة من الشباب الذين اختاروا الاستمرار في  اعتصامهم، إلى حين الاستجابة إلى مطالبهم الاجتماعية.

استمرار الاعتصام.. لم يمنع المعتصمين من الاستجابة إلى نداء الشراكة التي تجمع عدد من جمعيات المنطقة والشركة المعدنية لإميضر ووزارة التربية الوطنية، ورحبوا بإرسال أبنائهم وإخوتهم إلى المخيمات الصيفية، إذ يؤكد مسؤول مركزي بوزارة التعليم قائلا « وجدنا في المخيم الذي اقترحته الشركة والجمعيات فرصة لإخراج أطفال المنطقة من جو الاحتجاج المستمر والشعارات.. وبالنسبة لنا هي مناسبة لإعداد عودة التلاميذ إلى صفوف الدراسة، فالأمر لايحتمل سنة بيضاء جديدة، رغم أننا مازلنا نفكر في إيجاد طريقة للتدبير التربوي للمشاكل التي عرفها الموسم الدراسي الماضي..مع إمكانية التعامل مع هذا المعطى بشكل استثنائي.. وعودة  للمدراس أكيدة».

الاستثناء  ذاته الذي يتحدث عنه مسؤولو التعليم، هو نفسه الذي يؤكد عليه معتصمو إميضر اليوم، فعدد من أعضاء لجنة الحوار من أبناء إميضر، يرون في مخيم الأطفال استثناء، قادرا على تدعيم  ما هو إيجابي في مسلسل الحوارات التي تعقد بينهم وبين مسؤولي الشركة المعدنية لإميضر بوساطة وإشراف من السلطات الإقليمية بعمالة إميضر.

حوار، عقد جلسة جديدة له أول أمس، الكثير من الحاضرين بالجلسة بدوا مرتاحين لإمكانية إيجاد حلول  لعدد من مطالب المعتصمين، « نتمنى أن نصل إلى نقاط تفاهم قبل شتنبر القادم.. علما أن جلسة حوارنا أمس تحمل مؤشرات إيجابية وقد نرى  نتائج بعض التقدم الحاصل في المفاوضات قريبا.. علما أنه لا تسامح مع مستقبل أبناء المنطقة، من أطفال ويافعين والمدراس ستستقبلهم قريبا» يؤكد مسؤول إقليمي بالمنطقة.

« نحن لا نبحث عن المستحيل، بقدر ما نريد أن يعيش سكان  قريتنا المنجمية بكرامة.. وأن يتم إنقاذ أسرها من الفقر المحيط بها.. سنستمر في الحوار ولن نتراجع عنه، إلى حين تحقيق مطالبنا.. ونحن  لسنا ضد المدرسة العمومية، ولن نمنع أحدا من ولوج الأقسام الدراسية .. كما لم نمنعهم من المخيمات الصيفية» يقول موحا أحد أبناء إميضر، الذين لا يتردودن دائما في التأكيد على أن الحوار أولى خطوات فك الاعتصام. تأكيدات سكان المنطقة، يرى فيها شركاء الحوار إشارة إيجابية وإيجابيتها يمكن أن تترجم بشكل ملموس، إذا ما تم ترتيب الأوليات في المطالب، وأيضا إخراج بعض التزامات الشركة إلى حيز الوجود قريبا. التزامات..  يوضح مسؤولو الشركة، بأن أغلبها قابلة للتنفيذ في أقرب جوانبها الاجتماعية المرتبطة بالتعليم والصحة التي بوشر العمل فيها بشراكة مع الوزارات المشرفة على هذه القطاعات.. « نحن ماضون في تحقيق الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا والتي تدخل في باب برنامجنا الاجتماعي المسطر  للمنطقة التي نشغل فيها..»، يقول مسؤول بالشركة المعدنية لإميضر

وإلى حين..أن تعطي جلسة الحوار القادم والمسطرة في الأيام القليلة القادمة.. يستمر أطفال ويافعو إميضر في الاستمتاع ببرنامجهم الصيفي التربوي والتعليمي بالمخيمات التي أعدت خصيصا لاستقبالهم.. في  انتظار أن تطأ أقدامهم مدارسهم التي هجروها مرغمين.. وفي انتظار أن تعود إليهم ابتسامة الطفولة التي  فقدوها بعدما احترفوا ترديد شعارات الكبار.

رحاب حنان

الأحداث المغربية

مشاركة