الرئيسية مجتمع سيدي إفني: غضب من أفران زيت الشيح

سيدي إفني: غضب من أفران زيت الشيح

كتبه كتب في 13 أبريل 2017 - 11:24

أطلق نشطاء بمنطقة سوس، تحذيرات من بوادر كارثة بيئية وخطر حرائق تتربص بالغطاء الغابوي، على خلفية إحداث أفران في الهواء الطلق، تستخدم النفايات المطاطية، سيما الإطارات والعجلات المستعملة، في أعمال التقطير الخاصة باستخراج الزيت الأساسي من نبات الشيح، الذي انطلق موسم جنيه.

وكشف نشطاء من منطقة “أكني ندزوهو” بإقليم سيدي إفني، عن معطيات وصور، تبرز  أفرانا على شكل صهاريج، أقيمت في هضاب المنطقة، وأمامها أكوام من نبات “الشيح”، وعمال منشغلون بإحراقه، وسط معلومات تفيد استعمال مواد مطاطية في الأفران الخاصة بالتقطير واستخراج الزيت الأساسي من الشيح.

وكشفت المصادر نفسها، أن مخلفات ذلك النشاط، الذي يستدعي وضع صهاريج ضغط كبيرة فوق النيران المشتعلة دون توقف، لبدت سماء المنطقة بالدخان، وبعضها يتم قريبا من أقسام دراسية بالمنطقة، ما ولد مخاوف من تأثير إفرازات المواد المستعملة في إيقاد النيران، على الصحة العامة للسكان والتلاميذ.

وعلاوة على المخاوف المرتبطة بالأفران، نددت الأصوات نفسها بالاجتثاث الذي يتعرض له الغطاء الغابوي من المنطقة، إذ بعد حلول مستخرجي الزيوت الأساسية من النباتات بالمنطقة، شرع كثير من السكان في جني نبات الشيح بشكل مكثف، إذ يتم اقتناؤه منهم من قبل مستخرجي الزيت الأساسي، مقابل درهم للكيلوغرام.

وتصاعدت بالمنطقة، إثر استفحال نشاط اجتثات الغطاء النباتي، تنديدات بالظاهرة، ودعوات تدعو السلطة المحلية والجماعات الترابية،  وإدارة المياه والغابات والمصالح المكلفة بالمحافظة على البيئة، بالسهر على مراقبة وتنظيم الاستغلال العشوائي للغطاء النباتي للمنطقة في تقطير الزيوت الأساسية، بما يسمح بتثمينه وتحويله نشاطا مدرا للدخل للفئات الهشة بالمنطقة، لكن دون المساس بالبيئة ومتطلبات الحفاظ على الغابة.

ويأتي ذلك، سيما أن نشاط جني نبات الشيح لاستغلاله في استخراج زيته الأساسي، يتم حاليا في المنطقة بشكل تقليدي، لكنه مكثف، بدليل أنه خلال أسبوع واحد، صرح العاملون في الجني بأحد دواوير المنطقة، بأن العائد المالي بلغ 41 ألف درهم، ما يعني أنه في ظرف ستة أيام يتم اجتثاث 41 ألف كيلوغرام من نباتات الشيح.

يشار إلى أن الزيت الأساسي لنبات الشيح، اكتسب شهرة في السنوات الأخيرة، على غرار الزيوت المستخرجة من النباتات العطرية، إذ علاوة على استعمالاته في المختبرات من أجل تصنيع أدوية، وفيما استخدم تاريخيا في علاج الملاريا، يتم الإقبال عليه أيضا، من أجل استخدامه في العناية بالشعر وعلاج تساقطه، كما لا يتردد البعض في استخدامه من أجل اضطرابات الجهاز الهضمي.

ويحدث ذلك، في وقت تحذر فيه تقارير طبية، من الاستعمال المفرط والعشوائي لمستحضرات ومحاليل الزيوت الأساسية أو العطرية، التي تشكل بالمفهوم العامي “روح” عدد من النباتات العطرية والأعشاب، سيما بالنسبة إلى الحوامل، باعتبار أن “الزيوت الأساسية بكل أنواعها، تخترق المشيمة، وتصل إلى الجنين عبر الأم، وبالتالي يمكن أن تسبب الإجهاض وتشوهات خلقية وأزمات في التنفس إذا ما تسربت إلى حليب الأم”.

امحمد خيي

مشاركة