الرئيسية تربويات فجوات ربيعية بالمدرسة العمومية بوزان

فجوات ربيعية بالمدرسة العمومية بوزان

كتبه كتب في 8 أبريل 2017 - 00:57
لا قيمة لفصل الربيع بوزان بكل الآمال العريضة التي يحملها بين ثناياه ، إذا لم يترك لمسته الناعمة على تفاصيل اليومي لساكنة دار الضمانة الذين تكسر أجنحتهم رتابة القبح التي تسبب فيها ، تدبير شأنها الدائر في بطن الفساد لعقود ….وإذا لم يضخ ( فصل الربيع ) كمية من الأوكسجين النقي في ثنايا حارات المدينة ، فتنتعش الحياة ، ويتدفق شلال الإبداع بكل لغات الكون ، متحدثا ومتغنيا عن الطبيعة التي ترخي بظلال جمالها الوافر على دار الضمانة .
التفاعل الجميل مع حمائم هذا الفصل الذي طرق الأبواب قبل أسابيع ، عبرت عنه المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان بفتح فجوة ، تسللت منها إبداعات تلاميذ المدرسة العمومية الواعدة …. لم تكن هذه الفجوة غير النسخة الثانية للمهرجان الربيعي الخاص باللغات الذي احتضن فقراته المتنوعة المركز الثقافي والاجتماعي لدعم مبادرات الشباب ، وذلك يوم الثلاثاء 5 أبريل الجاري .
” امتلاك اللغات مفتاح النجاح ” ، كان هو الشعار الذي أطر فقرات حفل إطلاق النسخة الثانية للمهرجان التي ترأس أشغاله المدير الإقليمي للتعليم فؤاد أرواضي ، الذي أكد في كلمته بالمناسبة ، بأن الاستثمار في الحياة المدرسية يعتبر مدخلا أساسيا لتحسين التعلمات . وعن مهرجان اللغات أشار إلى أنه فرصة جديدة تزاوج بين البعد الفني والتحصيل الدراسي ، ومتنفسا لتفجير المواهب وصقلها ، وطردا للقبح وانتصارا للحياة .  
فقرات المهرجان الربيعي التي أعدها وقدمها تلاميذ المدرسة العمومية بمستوياتها الثلاثة بحاضرة وزان ، وباللغتين الرسميتين للمغرب ، إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية ، افتتحت بتقديم ريبورتاج مصور سافر بالحضور بين ثنايا تضاريس وزان ، ونبش في دهاليز تاريخها ، وبعث أكثر من رسالة أمل إلى من يرغب أن يدخل على خط تنميتها . باقة الفقرات الأخرى جاءت على شكل كورال ، ووصلات غنائية بلمسة وزانية ، وقراءات شعرية بأصوات ثلة من نساء ورجال التربية ، وعرض لأزياء الملابس التقليدية التي تميزت بها دار الضمانة . ومسرحية نجح ممثلها وممثلاتها من التلاميذ في وصف هذا العالم بأنه ” عالم بأجساد البشر ، وأنياب الأسود ” . وفي إطار ثقافة الاعتراف صفق الحضور مطولا للفتة المديرية للقاص والروائي خاليد التباعي ، الذي من قلب المعاناة وزحمة اليومي ، نجح في إغناء المكتبة المغربية بروايته ” ولد الطالب ” التي يستعد  لإصدار جزئها الرابع .
” ولأن القراءة ساعدتني على بناء نظرة عن العالم ” ، بهكذا صرخة أسدل الستار على هذا المهرجان الذي دعا الجميع إلى توسيع شبكة ومساحة القراءة .
يذكر بأن حفل إطلاق النسخة الثانية لمهرجان اللغات المنظم من طرف المديرية الإقليمية للتعليم بوزان ، تابع فقراته التي نشطها تلاميذ المدرسة العمومية بالمدينة ،  رؤساء المؤسسات التعليمية ، وأطر المراقبة التربوية وأطر التوجيه ، ورؤساء مصالح المديرية ، وممثلي وممثلات شركاء مديرية التعليم تتقدمهم اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، وفدرالية أمهات وآباء التلاميذ ، وفاعلون في الحقلين المدني والنقابي  ، ومسؤولون تربويون وإداريون بمؤسسات التعليم الخاص ، والعشرات من التلاميذ والتلميذات . 
محمد حمضي/ وزان
مشاركة