الرئيسية تمازيغت كاتبة فرنسية تنبش في حياة الأمازيغيات

كاتبة فرنسية تنبش في حياة الأمازيغيات

كتبه كتب في 2 أبريل 2017 - 09:58

يظهر الإصدار كيف استطاعت المرأة الأمازيغية في جبال الأطلس المغربية أن تفلح في الحفاظ على التراث الأمازيغي الثقافي، الذي قالت عنه المؤلفة إن مؤشرات ذلك تظهر من خلال سلوك وممارسات النساء في حياتهن اليومية وتفاعلهن مع الطبيعة الجبلية، خاصة في آليات التواصل والغناء والأهازيج والطبخ والزواج، وأيضا عبر الصناعة التقليدية، من دباغة وحياكة، بالإضافة إلى الرسم على الحائط.

ثقافة الأمازيغيات في الأطلس الكبير، خاصة في منطقة ورزازات ونواحيها حيث نقطة انطلاق الرحلة، تعبّر، وفق الكتاب الذي لاقى صدى واسعا في وسائل الإعلام الفرنسية، عن تفاعل وانصهار المرأة مع محيطها والطبيعة التي تعيش وسطها؛ حيث تؤكد الكاتبة الفرنسية أنها ما تزال تنهل من تراث ثقافي يعود إلى خمسين قرنا، مستندة في ذلك إلى شهادات نساء المنطقة اللواتي التقن بهن، منهن “لالة صوفيا ايت مولاي”، و”حرا ازمان ايت مردان”.

“جبال الأطلس شاهدة على السكان الأوائل الذين استوطنوا المغرب الكبير”، يقول الكتاب الذي عاد إلى التاريخ ليؤكد أن اسم “أمازيغ” يعود إلى العهد الروماني القديم، ويعني “السيد أو السيدة الحرة”، ليخلص إلى أن غالبية نساء جبال الأطلس في المغرب أميات “لا يدرين الكتابة ولا القراءة.. حتى حرف التفناغ الأمازيغي لا يستطعن قراءته”، على أنهن حافظن على ثقافة شفهية طورنها على مد العصور كآليات للتواصل.

الكاتبة الفرنسية كريستين ديمون ليجي استندت إلى معطيات رسمية صادرة عن الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، التي أشارت في تقرير لها عام 2015 إلى أن أكثر من ثلث المغاربة أميون، وأن هذا الواقع يزداد في المناطق النائية، فيما اعتبرت أن قضية الثقافة الأمازيغية ظلت في مرحلة النسيان في حدود العام 1960، قبل أن يتم اعتماد نموذج حديث من حرف تفناغ الذي يدرس في بعض المدن واعتماد الأمازيغية لغة رسمية للبلاد عام 2011 بجانب العربية.

تتوقف الكاتبة عند إحدى الأمازيغيات، التي تدعى “حرا” أو “حرة”، تبلغ من العمر 65 سنة، تقول إنها “تحمل على وجهها علامات الزمن”، وكيف أنها تعبر في سلوكها اليوم عن تفاعل المرأة الأمازيغية مع الطبيعة من خلال الصخور والأشجار والأغصان، مضيفة أنها، كباقي النساء في المنطقة، تتزوج باكرا من أجل تحقيق حلمها في الحياة “قبل أن تجد نفسها لوحدها في مواجهة تكاليف الحياة مع ابنها”.

ويرى الكتاب في ممارسة المرأة الأمازيغية لمهنة صناعة الزرابي بمثابة “كتاب ترقن عليه صفحات من حياتها، وتوجه به رسائل إلى المجتمع وإلى عائلتها حين تتبادل معها الهدايا بعد زواجها وابتعادها عن بيتها الذي تربت فيه”.

مشاركة