الرئيسية عدالة حنان من إنزكان: أمي الله يرحمها ضحية الأوطوسطوب

حنان من إنزكان: أمي الله يرحمها ضحية الأوطوسطوب

كتبه كتب في 31 مارس 2017 - 14:40

تفاصيل مؤلمة جاءت على لسان حنان ابنة «فاطمة خبا» السيدة الخمسينية التي نقلها أحد الجناة إلى غابة بمنطقة بين أيت ملول ومنطقة سيدي بيبي وتحديدا إلى غابة تكاض، حيث قام بتجريدها كليا من ملابسها، والاعتداء عليها جنسيا، مع ممارسة كل أشكال التعذيب عليها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

الأم تبلغ من العمر 54 سنة، تقطن وحيدة رفقة حفيدتها ذات الست سنوات بحي الموظفين بإنزكان، تضرب في الأرض مثل سائر الفئات الكادحة لالتقاط رزقها بعرق جبينها من خلال العمل عاملة نظافة متجولة عبر شركات ومكاتب الحي الصناعي تاسيلا بإقليم إنزكان.

في يوم السبت ثامن عشر مارس خرجت كالعادة نحو الحي الصناعي على الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم، للعمل في المؤسسات الخاصة التي دأبت على التنقل إليها لتنظيفها بعدما يكون المستخدمون قد غادروا، اشتغلت خلال ذلك اليوم إلى حوالي حدود التاسعة ليلا، ثم خرجت للبحث عن وسيلة تنقلها نحو بيتها وحفيدتها الصغيرة بإنزكان، فلم يكتب لها أن تصلها سالمة كنا اعتادت.

ومعلوم أن هذه المنطقة الصناعية، لغياب ساكنة مستقرة بها، تصبح ليلا مثل غابة فارغة إلا من بعض الحراس، فلم تجد فاطمة خبا، وسيلة تقلها إلى حي الموظفين حيث تقطن، فاضطرت لتستعمل كالعادة «الأوطوسطوب»، لكن حظها كان عاثرا في تلك الليلة، التقت ذئبا بشريا اختطفها، وهي في عمر أمه، وفر بها باتجاه غابة الأركان، حيث جردها من ملابسها، واعتدى عليها جنسيا، كما أوسعها ضربا وطعنا، فقطع جزء من يدها كما تروي ابنتها حنان، وعالج رأسها بحجر أدى إلى نزيف على مستوى الدماغ وعجل بوفاة الضحية في الثالثة صباحا من ذلك اليوم بمستشفى الحسن الثاني بأكادير.

وكان الرحل قد عثروا على فاطمة بالغابة بين الحياة والموت في حوالي العاشرة من نفس اليوم، فاشعروا الدرك الملكي بمنطقة القليعة الذي حج إلى عين المكان، فوجد الراحلة مازالت على قيد الحياة، ونطقت بالكاد باسمها وعنوان سكناها، وأنها «دارت الأوطوسطوب واعتدى عليها ناقلها»، ما يؤدي إلى الاستنتاج، بأن الخاطف قادها إلى الغابة كرها/ وقام بالاعتداء عليها عندما قاومته، لم يرحمها رغم أنه قد يكون في عمر حفيدها.

حنان أكدت أن الجيران اتصلوا بها خلال ليلة السبت، وأخبروها بأن أمها على غير العادة لم تعد إلى بيتها وأن بنتها بقيت لوحدها. عادت حنان إلى البيت وفي العاشرة صباحا من يوم الأحد بحثت عنها وأشعرت مصالح الأمن والدرك، دون أي نتيجة، ثم سألت عنها في المستشفى بإنزكان، فأكدوا أنها أدخلت بالفعل إلى المستعجلات متأثرة بجروحها، وأنها في وضعية صعبة بسبب نزيف داخلي ناتج عن ضربة في الرأس، استدعى إحالتها على المستشفى الجهوي الحسن الثاني، وعند انتقال حنان إلى عين المكان تلقت الخبر الفاجعة.

حنان تجاهد اليوم لنسيان، مشاهد مؤلمة، لأم عارية، غارقة في جروح وكدمات، ويد قطع جزء منها، وضربة بليغة على مستوى الرأس. نشر هذه الصور على الفايس بوك زاد من محنتها. وهي اليوم تأمل أن يتم الكشف عن الجاني الذي قام بهذه الجريمة الوحشية، فالراحلة أكدت للدرك الملكي بتلك الغابة قبل وفاتها بأنها ضحية ناقلها من حي تاسيلا بالأوطوسطوب، وبإمكان المحققين العودة إلى الحي الصناعي لاستجماع العناصر الأولى التي قد تقود للتعرف على الجناة.

أحداث أنفو: إدريس النجار

مشاركة