الرئيسية مجتمع بيض النعام.. مفتاح “الجنس” في ساحات المملكة

بيض النعام.. مفتاح “الجنس” في ساحات المملكة

كتبه كتب في 30 مارس 2017 - 13:57

لماذا يخجل المغاربة من الحديث في موضوع الجنس؟ سؤال طرحه “حلايقي” وسط زحام ساحة “الهديم” الأثرية في مكناس، وكان الغرض منه شحن همم المتحلقين حوله، ودفعهم لشراء وصفات قال إنها فعالة لتقوية الرغبة الجنسية، وعلاج كثير من الأمراض المتصلة بها.

الوصفة “الطبية” عبارة عن أعشاب تمزج بمادة مستخرجة من بيض النعام، لكن ليس كل بيض، بل بيض النعام الإفريقي، أما نعام المحميات، يؤكد “الصحراوي”، بيضها لا يفي بالغرض، ولا يعول عليه لعلاج الضعف الجنسي.

“الحلايقي”.. طبيب الساحات العمومية

لا يتعلق الأمر بطبيب درس مهنة الطب، ولا بمتخصص تخرج من معهد علمي معترف به، بل هو مجرد “حلايقي” ينحدر من المناطق الجنوبية، ويتحدى الملأ أمام الملأ، في إظهار قدرته الخارقة لعلاج الضعف الجنسي، أو ما يسميه “مرض النفس”، بل يمنح الزبون مهلة يقول إنه سيحس خلالها بشيء يدب في أوصاله، مما يجعل “الحلقة” تستوعب عددا غفيرا من “المرضى” والفضوليين.

يرتدي “الحلايقي”، ويسمي نفسه “عزي”، سلهاما صحراويا، ويضع فوق رأسه عمامة بيضاء، ثم يشرع في ترتيب منصته الصغيرة، التي تضم خليطا من المواد التي يستخدمها في وصفاته العلاجية، وعلى رأسها بيض النعام.

لا يكتفي “العزي”، المتحدر من نواحي أكادير، بالحديث عن وصفاته العلاجية، وقدرته الخارقة في تقوية “النفس”، بل يبرهن عن كفاءاته انطلاقا من منشورات وأبحاث علمية، يضعها في مقدمة المنصة، حتى يطلع عليها الجمهور، ثم يشرع في ترديد رقم هاتفه النقال، وكذا عنوان معشبته في منطقة سوس.

بيض النعام.. “الفيتامين” الطبيعي

على بعد مسافة قليلة من “الحلايقي” السوسي بساحة “الهديم” الأثرية في مكناس، جلس زميل له في الحرفة، ووضع أمامه عدد من بيض النعام، لكن عدد زبائنه كان محدودا جدا، ربما لكونه يشتغل دون استخدام مكبر الصوت، أو لأنه لا يجيد فن إشهار منتوجه، رغم أنه ينحدر من نفس المنطقة التي ينحدر منها “الحلايقي” الأول.

الصحراوي بائع بيض النعام، بخصوص فعالية البيض في علاج الضعف الجنسي، وحول السر في الإقبال على الوصفات الممزوجة بالمادة الموجودة في داخل بيضة النعامة، فكان الجواب التالي:

يقول الصحراوي، الذي ناهز الأربعين في عمره:” بيض النعامة فيه خير كبير، وتقديمه للمواطنين أجر وثواب، خاصة أولائك الذين يعانون من مرض “النفس”، ولا يجدون علاجا لمرضهم”، مضيفا أن ” بيض النعام فيه الفيتامين، والمادة قوية تستوجب خلطها بأعشاب طبيعية”.

سر بيض النعامة..

المتحلقون حول “الحلايقي” الصحراوي، ليس بالضرورة أنهم يعانون من ضعف جنسي، بل عدد كبير منهم شدهم الفضول لمعرفة سر “البيضة”، التي تعد مادتها الداخلية غنية، وهي بيت القصيد في العملية برمتها.

يؤكد الصحراوي: بيض النعام باهض الثمن، والحصول عليه لا يتأتى للجميع، لأنه يتطلب وجود علاقة مع أشخاص يشتغلون في نفس الحرفة، ولهم اتصال بأشخاص خارج المغرب، وبالأخص في إفريقيا جنوب الصحراء، التي تعد مكانا خصبا للحصول على بيض النعام.

سر بيضة النعامة، وعلاقته بمرض العجز الجنسي، يؤكد المتحدث نفسه، يكمن في المادة البنية المتواجدة في داخلها، وهي عبارة عن “سميد” صالح للأكل، يستخدم لعلاج العديد من الأمراض، لكنه يحضر بشكل قوي في الوصفات الخاصة بعلاج “النفس”.

بيض النعام.. المحلي والمستورد !

يؤكد “الحلايقية” الذين تحدث إليهم “الموقع” في فضاءات متعددة، أن بيض النعام المغربي لا يفي بالغرض، وذلك راجع لسبب بسيط وهو أنه بيض نعام المحميات، في حين أن بيض نعام دول جنوب الصحراء مختلف تماما، لكون مفعوله قوي وآني، على اعتبار أن النعام الإفريقي “وحشي” لا يعيش في محميات خاصة.

يؤكد الصحراوي:” ينصح بعدم تناول ما بداخل بيض النعامة دون خلطه بأعشاب طبيعية”، والسبب حسب نفس المصدر ” كون المادة الموجودة في داخل البيضة قوية ومفعولها خطير، طبعا البيضة الإفريقية”، ولهذا ” من الأفضل أن يطبخ مع أعشاب ومواد أخرى يصفها الصحراوي المتخصص”.

شعار الصحراوي ” للمتزوجين فقط”..

عبارة ظل الصحراوي “الحلايقي” يؤكد عليها، في كل مرة يشرح فيها وصفة العلاج، وهي أن ” الوصفة خاصة بالمتزوجين”، لأن غير المتزوجين، حسب “طبيب” الساحة، سيكون له انعكاس خطير، لخصه في ” العيالات يخافو على راسهوم”، طبعا بسبب المفعول الفوري للبيضة؛ البيضة العابرة للحدود الإفريقية.

بوجمعة كرمون

مشاركة