الرئيسية مجتمع بالصور: طنجاوي ينوّم البشر .. حين يُخضع “حمار الليل” الأبدان والأذهان

بالصور: طنجاوي ينوّم البشر .. حين يُخضع “حمار الليل” الأبدان والأذهان

كتبه كتب في 18 مارس 2017 - 21:06

يتلاعب بالعقول والأجسام، ويوهمك بأنك ترى شيئا غير موجود فعلا، وقد يجعلك تنسى اسمك، وتعجز عن تحريك يديك أو قدميك، وربّما بدا له أن يجعلك ترقص بأية طريقة تروق له، كل هذا من خلال عروض جماهيرية على مرأى ومسمع من المئات.

“ياسر”، أو حسب اسم شهرته “Yasmeriz”، هو ابن مدينة طنجة، اختار مجالا هو أوّل من يمارسه باحتراف في المغرب، بعد أن ظلّ يبحث ويدرس لسنوات طوال، قبل أن يعود ويقرر أن يقدم عروضا في المغرب وأن ينشر هذا الفنّ/ العلم، بشكل تدريجي.

يقول ياسر، البالغ من العمر 23 سنة، ف: “بدأت حكايتي مع التنويم المغناطيسي منذ كان عمري 12 سنة، حيث حضرت آنذاك أحد العروض بدولة أوروبية. وكان العرض مذهلا وحماسيا، إلى درجة جعلتني أضع أسئلة عديدة، قبل أن أقرر تدريجيا الغوص في هذا العالم”.

ويستطرد المتحدث، الذي يتابع دراسته بالمعهد العالي للسياحة، ساردا بداياته: “الحقيقة أنني كنت محظوظا؛ لأنني وُفقت في التدرب والتعلم على يد شخص بفرنسا يطلق عليه اسم Le maitre، والذي يعدّ أحد أعمدة هذا المجال، نظرا لتعمقه الشديد في الأمر وللتقنيات العالية التي يستعملها والتي تمنحك القدرة على إدخال الفرد في حالة نوم مغناطيسي بسرعة وسهولة وفعالية.

ويضيف الشاب “طبعا، هو لم يقبلني اعتباطا، بل وجد فيّ ميزات عديدة كمجالي المغناطيسي المناسب، وموهبتي الفطرية، والارتياح الذي أتركه في تعاملي مع الآخرين، ومنحهم إياي الثقة بسهولة”.

ويواصل ياسر: “أما المصدر الآخر فهو أحد المدربين بكندا، إضافة إلى خوضي عدة دورات وتكوينات؛ وهو ما جعلني أستعمل عدة تقنيات في عروضي، وأمزج بينها بطريقة خاصة”.

طلبنا من ياسر تعريفا للتنويم المغناطيسي يكون في متناول الجميع، فقال مجيبا: “الحقيقة أن أفضل مثال عليه، من خلال ثقافتنا الشعبية، هو ما يصطلح عليه بـ”حمار الليل”؛ وهي حالة بين الحلم واليقظة، يتحرك فيها الإنسان وقد يمشى لمسافات وهو نائم، لكنه في الوقت نفسه لا يقوم بما يعارض قناعاته كأن يؤذي نفسه أو الآخرين، لأن عقله الباطن يقوم بدور الحارس الخاص الذي يحميه من أشياء كهذه”.

 

ويضيف ياسر: “في حالتي أنا، أنا أقوم بالشيء نفسه، وأدخل إلى لا وعي الشخص، فيتبعني العقل الباطن ويقوم بمراقبتي، فإن بدوت له مسالما تركني؛ لكن لو حاولت أن آمره بما يخالف اعتقاداته فسيتدخل ويوقظه”.

وعن الفرق بين النوم العادي وبين نظيره المغناطيسي، يشرح ياسر، “يختلف النوم المغناطيسي الذي نمارسه عن النوم العادي في أن النائم يغيب تماما عن محيطه؛ فــ”النائم ميت” كما نقول، بينما يبقى المنوَّم مغناطيسيا مستيقظا ومنتبها إلى ما حوله عموما، بل إنه يرفض أن يفعل الأشياء التي يمتنع عنه وهو مستيقظ، حيث يبقى في حالة وعي وقدرة على الاستماع والإحساس بما حوله. هذا، طبعا، هو ما نحتاجه في عروضنا، فليس في صالحنا أن ينام الشخص. لذا، نقوم بتنويمه بشكل سطحي كي تبقى لديه القدرة على التفاعل، ولو انتقل إلى المرحلة المتوسطة أو العميقة فلن يصلح ذلك لما نقدم”.

 

هل يمكن أن يتم تنويم أيّ شخص مغناطيسيا؟ .. الجواب، حسب ياسر، هو “نعم ولا” في آن واحد، وهو ما يوضحه بقوله “التنويم المغناطيسي فرعان: الخاص بالعروض وهو ما أقوم به، والتنويم العلاجي، وهذا الأخير يأخذ فيه المعالج وقته، ويتم على شكل حصص، من أجل علاج عدة اضطرابات نفسية كالخجل والاكتئاب وحتى الإدمان، وهناك الآن مرحلة أكثر تقدما يتم فيها استعمال التنويم المغناطيسي بدل التخدير في إجراء عمليات جراحية!”.

“بالنسبة إليّ كمقدم للعروض، فإنني محصور بالوقت والمساحة، وأمامي مئات المشاهدين. لذا، أكون أمام إكراه اختيار من لديه مجال مغناطيسي مماثل لي، ومن أدرك أنهم سيتفاعلون معي بسرعة وبسهولة”، يفسّر ياسر.

 

أما كيف يحدد ذلك، فيقول: “لا يمكن أن أكشف دقائق الأمور؛ لأنها تعدّ من “الأسرار”، لكن ذلك عموما يكون من خلال الملاحظة، حركات العينين والجسم، الكلام، واستعداد الشخص – في وعيه ولا وعيه – للخضوع للعرض.. طبعا، هي مسألة معقدة؛ لكن مع الخبرة تصبح ممارستها سهلة”.

وعن الطريقة التي يستعملها في تنويم الآخرين، يقول ياسر إنها مزيج من الكلمات واللمس ونظرات العينين أيضا، حيث يتمكن من خلال اللمس من معرف مركز طاقته وذبذباته المغناطيسية.

وبالنسبة إلى الأفعال والأمور التي قد يجعل المرء يقوم بها عند تنويمه مغناطيسيا، يكشف محدثنا: “قد أخبر الشخص أنه لن يستطيع تحريك قدمه، فيجد أنه فعلا عاجز عن تحريكها تماما،و قد أجعله ينسى اسمه، وربما طلبت منه أن يرقص مثل “مايكل جاكسون” مثلا، فيفعل ذلك بشكل متقن؛ بل هناك من أمنحه قطعة بصل، فيتناولها على أنها تفاحة حلوة المذاق بعد أن أوحي له بذلك.. وفي بعض الحالات المتقدمة قد أجعل الشخص يرى رؤوس الناس كأنها رؤوس قطط، وهكذا”..

ومرة أخرى، طلبنا من ياسر أن يمنحنا تفسيرا لهذا، فأجاب: “المسألة بسيطة جدا، فعند جلوسك تضع قدمك على الأرض وتلصقها بها؛ لكنك لا تشعر بذلك، لأنها حركة عادية وعفوية، فما أفعله أنا أثناء التنويم هو أنني أتحكم في تركيز المرء وأدخله في تلك الحالة التي كان غير منتبه فيها لوضع قدمه، فيفشل في تحريكها… ويمكنك أن تتذكر كم مرة كانت المفاتيح أمامك، لكنك كنت في عجلة من أمرك، فعجزت عن رؤيتها لأن تركيزك كان مشتتا.. ببساطة، يقوم التنويم المغناطيسي بالتحكم في الشخص المنوَّم من خلال خلق حالة يعيشها يوميا؛ لكنه لا ينتبه إليها… هذا تفسير بسيط لعملية معقدة جدا”.

عبد الواحد استيتو

مشاركة