نجحت نساء وزان مسندات بإطارات مدنية وحقوقية تنتصر للحقوق الإنسانية للمرأة ، كما هي واردة في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ، وفي دستور 2011 نصا وروحا ، في اختراق غيوم الرتابة التي تغطي سماء وزان الجريحة …. فقد تأثث فضاء المدينة طيلة يوم 8 مارس بباقة من الفعاليات النوعية الملامسة لواقع نون النسوة بدار الضمانة ، وبفسحة أمل التمتع بالمساواة في الحقوق والمواطنة الكاملة التي فتحت من أجلها أكثر من مسار نضالي .
من بين الفعاليات المنظمة بالمناسبة التي لم يسلط عليها منسوب الإنارة الكافي ، رغم ثقل وقوة ما حملته من رسائل ، الالتفاتة النبيلة والعميقة لمدرسة ” النواة ” المنتمية لنسيج التعليم الخصوصي ، نحو المرأة العاملة في قطاع النظافة . …القطاع الذي تتعرض حقوق عماله وعاملاته هذه الأيام لهجمة شرسة من طرف المشغل .
لقد اختارت إدارة المؤسسة التعليمية يوم الأربعاء 8 مارس ، فتح باب المدرسة على مصراعيه في وجه عاملات بقطاع النظافة ، تتكلفن بكنس شوارع وأزقة محيطها ….باب ولجناه والأطفال يمطرهن بالورود …. غالبت عيونهن الدموع لحظة تكريمهن وآذانهن تلتقط شهادات حية وبريئة يقدمها أطفال في حقهن ، اعترافا منهم بالخدمات الاستثنائية والمتعبة التي يقدمنها حفاظا على نظافة وزان ، وحماية للبيئة .
قوة وعمق وأبعاد هذه المبادرة على بساطة وكلفة شكلها ، تتجلى في ضخ جرعات من التربية على المواطنة في شرايين أطفال في عمر البراءة ، وذلك من خلال تحسيسهم بقيمة العمل الذي تنجزه هؤلاء العاملات ، والعناء الذي يتكبدنه -هن وباقي العمال من أجل الحفاظ على جمالية دار الضمانة – التي يطاردن يوميا القبح والتلوث والبشاعة والأمراض من فضاءاتها العمومية ….مبادرة تتفه الصور النمطية التي تضيق دائرة مساحة أدوار المرأة في المجتمع …
وزان : محمد حمضي
