عيد بأي حال عدت يا عيد ، بما مضى أم بما فيه تجديد ؟ سؤال يكرر نفسه يوم 8 مارس من كل سنة ، بحثا عن جواب يشفي غليل كل من يناصر قضية المرأة …..وتنقيبا عن المكتسبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي قد تكون تحققت لصالحها …. وتقييما لنقط الضوء التي تأثث مساحة مربع الأمل ….الأمل الذي يستهدفه تجار الألم ….
نساء وزان بالحاضرة والقرية كغيرهن من نساء المغرب ، كانت لهن خطوتهن الأولى على درب مسافة الألف ميل …. فوق رقعة الوطن سطع نجم الكثيرات منهن في أكثر من مجال وحقل …. منهن من حصلت على معدلات عالية في امتحانات الباكالوريا ، ومنهن من تألقت رياضيا – فريق شابات أمل وزان لكرة القدم – …..ومنهن من أبدعت أناملهن في حقل الصناعة التقليدية ، فكانت هذه الإبداعات النسائية خير سفير يروج دار الضمانة الكبرى في مختلف جهات المملكة …. منهن من سرقت الأضواء في مختلف المحطات النضالية المنتصرة لكرامة المرأة في أدق تفاصيلها ، منهن ، ومنهن ….
هذا الشلال المتدفق بالحضور الإيجابي للمرأة الوزانية على أكثر من مستوى ، لن يحجب عن أعيننا الواقع المرير الذي تعيشه غالبية نساء الإقليم اللواتي تكابدن في زوايا معتمة ، وتحاصرهن الصور النمطية البئيسة ، والأعراف والتقاليد الرجعية ….نساء تساهم في إنتاج الثروة ، وإدارة عجلة التنمية ، ولكنهن لا تستفدن إلا من فتات الموائد …..
نستحضر في هذا اليوم أكثر من فئة نسائية كتب عليها أن تعيش في وزان الكبرى التي لم يجبر ضررها ، وقتلت في مهدها مبادرة مصالحتها وإنصافها ….. شريط المعاناة في تسلسل حلقاته ، تفقئ صوره العيون ، …. تتحدث بعض هذه الصور عن العاملات بمطابخ الأقسام الداخلية بالمؤسسات التعليمية اللواتي لم يصرح بهن المشغل طيلة الموسم الدراسي الماضي لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي …..وأخرى تنقل مآسي النساء المعنفات اللواتي توسعت دائرتهن ، وتنوعت أشكال العنف المسلط عليهن ….النساء في وضعيات صعبة اللواتي لم تجدن فضاء يضمن لهن الحد الأدنى من الحق في الكرامة الإنسانية ، فيفتح لهن الشارع أحضانه حيث سينهش أجسادهن تجار اللحم البشري…..صور أخرى منقولة على الشاشة الوزانية الكبرى تحكي تفاصيل الاستمرار في تشغيل القاصرات ببعض البيوت على حساب حقهن في التعليم …. نعم التعليم العمومي الذي تقول الأرقام الرسمية بأن الهذر المدرسي متسرطن في صفوف البنات بالإقليم ….صورة أخرى تعكس نظرة التأثيث بالمرأة المنتخبة التي تخنق الثقافة الذكورية المخترقة لمجالس الجماعات الترابية أنفاس معظمهن …..أما الصور التي ينقلها نفس الشريط عن عذابات المدرسات والممرضات وغيرهن من العاملات في أعالي الجبال ، وفي ظروف تنعدم فيها أبسط الشروط فمتروك حكي تفاصيلها وتقديم شهادات عنها للمعنيات بالأمر ….
ورغم ذلك ستحتفل نساء وزان باليوم العالمي للمرأة كما هو شأن كل نساء العالم…. ستجددن العزم بمختلف الفعاليات المنظمة بالمناسبة على مواصلة معركة الترافع والنضال من أجل الحق في المساواة …الحق في المواطنة الكاملة …. مسنودة في ذلك بمكونات الصف الديمقراطي المنتصر للأمل …. وكل 8 مارس وأنتن أيتها الوزانيات بالعالمين الحضري والقروي مشاركات مناصفة في رسم معالم الغد المغربي المشرق والجميل.
محمد حمضي
