بعد أن توسعت دائرة اهتمام الفاعلين بالمغرب بمفهوم الحكامة الرشيدة باعتبار هذه الأخيرة تأسس لنموذج جديد في تدبير الشأن العام ، وبعد أن أصبح مطلبا مجتمعيا برز بشكل قوي في الحراك الحضاري الذي قادته حركة 20 فبراير ، فإن صدى هذا المطلب سيجد له موقعا متقدما وواسعا في دستور 2011 . ولدعم هذا الاختيار كانت الحاجة ماسة لاعتماد مبدأ تقييم السياسات العمومية .
ولأن البحث الذي كانت قد أنجزته الجمعية المغربية للتقييم سنة 2013 على مستوى الفاعلين المؤسساتيين والاجتماعيين قد انتهى بتسجيل الحاجة الملحة لتقوية القدرات في مجال تطوير التقييم ، بالإضافة إلى أهداف أخرى تعمل جمعية الحمامة البيضاء للأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب تحقيقها ، جاء تنظيم دورة جديدة اختار لها الشركاء موضوع : الممارسات المبتكرة في التحليل ، التتبع ، التقييم والأداء .
الورشة المشار إليها انعقدت يومي الجمعة والسبت الأخيرين بمدينة تطوان ، بشراكة بين جمعية الحمامة البيضاء للأشخاص في وضعية إعاقة ، والجمعية المغربية للتقييم ، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة ( اليونيسيف – المغرب ) ، والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية ، والوكالة الكتلانية للتنمية والتعاون ، وشارك في أشغالها ممثلون وممثلات لحوالي 30 جمعية تنشط بحقول متنوعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة .
الدورة التكوينية ، وبعد جلسة الافتتاح التي تميزت بكلمات مسؤولي الجهات المنظمة ، أطرها على امتداد يومين الخبير أحمد بنشيخ ، الذي استنفر خبرته في المجال ، وبمنهجية علمية قرب المشاركين والمشاركات من أهداف التنمية المستدامة ووظائف الحكامة الجيدة ، كما سلط شلالا من الضوء على الجهاز المفاهمي : التتبع – الأداء – التتبع – التقييم – ، قبل أن ينتقل إلى التفصيل في التعريف بالمؤشرات وموارد المعلومة ، والعناصر المنهجية لتطوير الأداء العمومي …..ولتقريب المستفيدين والمستفيدات من هذا الزخم من المعارف والمعلومات ، ولربط ذلك بمجالات اشتغالهم / هن توزع المشاركون والمشاركات على أربعة مجموعات اشتغلت على مشاريع ميدانية ( تشغيل الأطفال بالمغرب ، حفر بئر بدوار معين …..) .
محمد حمضي