الرئيسية حوارات “نيش” على الأرنب، وجابها في الحياح

“نيش” على الأرنب، وجابها في الحياح

كتبه كتب في 2 ديسمبر 2011 - 13:53

يقولون من قبيل الطرافة للتدليل على سوء التركيز ” نيش على الأرنب، وجابها في الكلب” غير أن المأساة التي تتداولها ساكنة اشتوكة أيت باها واقعية وأكثر درامية، فالقناص “نيش على الأرنب، وجابها في الحياح” فخر صريعا يوم الأحد الماضي، توفي مباشرة بعد إدخاله مصحة خصوصية بمدينة إنزكان.

يوم نهاية أسبوع دافئة، مال ميزان النهار المشمس نحو الظهيرة، وقناصة الوحيش حزموا عدتهم للانتقال إلى جبال وسهول اشتوكة أيت باها من أجل قضاء يوم جميل وهم يطاردون الأرانب والغزلان والحجل والسمان المنتشر بالمنطقة  فأصبحت قبلة للهواة، فتسمع طلقات الزناد في كل مكان ، ويخيل لمن لم يخالط المكان وأهله أن المنطقة تعرف مواجهات نارية.

“الحياح” مساعد القناص الذي سقط صريعا من مواليد 1966 بجماعة أيت ميلك، متزوج وأب لطفل، فتح عيونه على المكان مند 45 سنة، وأدمن على مرافقة القناصين، في رحلات الصيد حتى أصبح خبيرا بأماكن اختباء الطرائد وطرق إخراجها من مخابئها وتهييئها إلى نيران بندقية القناص. خبرته جعلت الهواة يتهافتون عليه، ويجزلونه العطاء، غير أن الفقيد استأنس بصديقه القناص ابن الدشيرة الجهادية الذي كتب أن يلقى مصرعه على يديه خطأ وبنيران بندقيته.

يوم الأحد كان ” الحياح” بدوار تالمست جماعة تنالت يتقدم وخلف ببضعة أمطار صديق الدرب في مجال القنص، فجأة خرج من بين الحشائش أرنب وكغير عادة القناص ضغط على الزناد بسرعة فأخطأ الهدف موجها كتلة العيار الناري باتجاه حوض مساعده ليسقط أرضا بينما تمكن الأرنب من النجاة بروحه.

ساد الارتباك  للحظة فقرر صاحب البندقية إنقاذ حيات رفيقه، حمله على الفور بسيارته نحو مصحة خاصة بمدينة إنزكان، لكن الموت كأن أقوى وأسرع من مجهودات الأطباء، بم يبقى أمام المصحة سوى إخبار المصلحة الأمنية بإنزكان بالوفاة ليبدأ التحقيق مع صاحب الطلقة الذي بدا مفجوعا بعد رحيل صديق العمر على يديه.

” حياح ” مولع بخرجات القنص جعل منها هواية قبل أن تكون مهنته، محب لرياضة القنص، لكن شظف العيش ومحدودية العيش جعلت منه مرافقا للقناصين. يذكر له القناصون خبرته العجيبة في الوصول إلى مرابض الوحيش، ومعرفته الدقيقة بمخابئ كل نوع من الوحيش يطلبه القناص، وحتى مخابئ الزواحف خبرها عبر تراب اشتوكة ايت باها. ويذكرون للفقيد كذلكن إتقانه  تجهيز ” الشاي بالقزانة” أو الشاي الخلوي، كما يتهافتون على أكل ” الكميلة أو الخردولة ” التي يجهزها بكل أنواع الوحيش، تفنن في الطهو عبر مساره الطويل وهو يطارد السمان والأرانب والحجل…دائم الابتسامة وفرحته تكون كبيرة عند وصول هدفه والإيقاع بالوحيش بين مخالب فوهة ” الجويجة”.

سوس بلوس

مشاركة