الرئيسية أخبار الجمعيات دواوير بجماعة إداكنظيف وهيلالة باشتوكة تحت رحمة العطش

دواوير بجماعة إداكنظيف وهيلالة باشتوكة تحت رحمة العطش

كتبه كتب في 3 أغسطس 2012 - 22:53

مع بروز أولى خيوط شمس إدا كنيظيف، كنحلة لا تكل، تخرج المرأة بإد اكنيظيف متشحة بلحافها في اتجاه بعض الآبار التي تكاد تجف من مياهها. موعد يومي ومعاناة تعيشها تحت أشعة شمس حارقة تلفح بشرتها، وكيلومترات تقطعها أحيانا للتنقل من بئر لأخرى بحثا عن الذهب الأزرق، تزيد من معاناتها حلول شهر رمضان وضرورة جلب الماء في عز الحر. هي رحلة تكاد تكون قدر العشرات من أسر جماعة إدا كنيظيف وجماعة هيلالة القرويتين التابعتين لإقليم اشتوكة آيت باها، بخصوصيتهما الجيولوجية،  ملزمات بقطع مسافات طويلة للوصول إلى بئر قد تكون مياهه غير صالحة للشرب تصلح في بعض الاستعمالات المنزلية، بسبب جفاف معظم آبار المنطقة مع توالي مواسيم الجفاف.

فالساكنة فقدت الأمل في انفراج الأزمة يوما، مع استمرار الجفاف وسوء التدبير والهشاشة، حسب ما اعتبرته جمعيات المجتمع المدني على لسان ممثلي مكاتب جمعيات تزاول نشاطها الجمعوي بتراب جماعة إدا كنيظيف في لقاء بالرباط، مشيرة إلى التهميش وغياب مشاريع تنموية بالمنطقة لمد المنطقة بالماء الصالح للشرب وتجهيز الطرق، بل وإخراج مشاريع أقبرت وكان من الممكن أن تنقد  المنطقة من القوقعة التي تعيش فيها. سبب دفع المجتمع المدني في لقائه إلى فتح النار على الجهات المسؤولة بالمنطقة، ومطالبتهم بالإسراع بحل مشكل ندرة المياه بإنجاز مشاريع ذات أولوية ترمي إلى الحد من أثار الهشاشة المقنّعة التي تطبع مركز جماعة إدا كنيظيف، وإلى تأهيل السكان للإنخراط في مسلسل تنموي بشري شامل ومستدام، وتأجيل الحديث عن أي مهرجانات تصرف فيها ميزانيات ضخمة في وقت تعيش الساكنة أزمة العطش. الجمعيات طالبت بموازاة مع ذلك بإخضاع هذه التظاهرات الفنية “لمعايير تنسجم مع خصوصيات تراث المنطقة الثقافي،الفني و المحلي مع إعفاء صناديق المال العام من مصاريفه، وذالك بحصر ميزانيته  في مساهمة الشركات الخاصة والمانحين الخواص، وترشيد النفقات بحصرها في ما هو ضروري”.

فأمام ندرة المياه بجماعة إدا كنيظيف وصعوبة المسالك المؤدية للدواوير التابعة لها، التي لم تحظى منذ مدة طويلة بأية مبادرة لإعادة الهيكلة أو تهيئتها أو توسعتها، يعرف حوالي 35 دوارا ندرة المياه، رغم مبادرات قام بها بعض الفاعلين الجمعويين منها جمع أموال لشق طريق وتجهيزها لتكون منفذا لجميع الدواوير إلا أن هذه المبادرة لم تلق التشجيع. في الوقت الذي أكدت فيه مصادر من الجماعة القروية أن الجماعة عقدت اتفاقيات مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وتم تزويد المركز وبعض الدواوير التابعة له بنسبة 50 في المائة.

وليست ساكنة جماعة هيلالة بأفضل حال من سكان إدا كنيظيف، فموجة الجفاف كان لها أثر كبير على المخزون المائي بالمنطقة. معاناة الساكنة تزداد بزيادة كلفة التزود من المياه التي تنقلها شاحنات صهريجية يتم جلبها من مدينة آيت باها بأسعار تصل إلى نحو 400 درهم للصهريج الواحد، وتزداد تكلفة النقل في المناطق النائية.من جهة أخرى لم تقف الأزمة عند هذا الحد، بل وجد السكان من مربي الماشية أنفسهم أمام خيار صعب يفرض عليهم بيعها بأثمان زهيدة قبل نفوقها نتيجة غلاء أسعار الكلأ وشح المياه. فهذه الجماعة تعد من أفقر جماعات الإقليم المتواجد وسط سلسلة الأطلس الصغير، تضم أزيد من 5000 نسمة يعيش معظمهم من نشاط الرعي وبعض المزروعات المعيشية، خضعت للفصل عن جماعة تسكدلت خلال التقسيم الانتخابي لسنة 1992، وعرفت في الآونة الأخيرة هجرة بعض الساكنة نحو مناطق مجاورة مما ينذر بهجرة جماعية. يتفاقم المشكل يوما بعد يوم، بعد أن شحت المياه من جميع مطفيات الدوار، مما يدفع الساكنة لقطع رحلات تدوم ساعات للتزود بقطرات قليلة من الماء لا تكاد تصلح للشرب، وتساهم من جهة أخرى في انتشار ظاهرة الهدر المدرسي بسبب رغبة الآباء في مساعدة أطفالهم لهم بجلب الماء والذي غالبا ما يتسبب جلبه من آبار غير معالجة في تفشي المكروبات وبعض الأمراض كالإسهال.

أمل الساكنة كبير على مشروع سد هيلالة الذي سيقام على وادي اوركا، فمن شأنه أن يلبي حاجيات المنطقة من مياه الشرب خلال مواسم الجفاف، وكذا حماية المناطق المجاورة من الفيضانات، ما يتطلب معه ضرورة تسريع وتيرة إنجاز هذا المشروع الذي صودق على إنجازه منذ سنة 2008، في انتظار معرفة مصير مشروع ربط دواوير المنطقة بقنوات مائية يتم عبرها جلب مياه الشرب من جماعة تيزي نتوشكت، الذي عرف تعثرا بعد أن تخلت المقاولة المكلفة بالمشروع لأسباب ظلت غامضة.

سوس بلوس

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. rah dak molay mas3od agnaw ghir habas hasan man molay hamad bomkok galo rays 3ala mastiyin dayrin lamihrajan ga3 mabnaw so9 hadmùoh oklawh mazwa9 man bara achkabark man dakhal

Comments are closed.