الرئيسية تمازيغت تعزيز وضع الأمازيغية في التلفزيون العمومي، والخلفي يعد بإدماج حقيقي للأمازيغية

تعزيز وضع الأمازيغية في التلفزيون العمومي، والخلفي يعد بإدماج حقيقي للأمازيغية

كتبه كتب في 31 يوليو 2012 - 21:38

يبدو أن وزارة الاتصال عاقدة العزم على التفعيل الحقيقي لآليات النهوض باللغة الأمازيغية في القنوات التلفزيونية الوطنية. عزم أكده مصطفى الخلفي في معرض رده على أسئلة أعضاء مجلس المستشارين والمتعلقة بآليات إدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي.

مصطفى الخلفي يدافع باستماتة عن إدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري العمومي. جاء ذلك خلال رد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة على سؤال حول وضعية الأمازيغية في التلفزيون الوطني. إذ أشار الخلفي إلى أن وزارته عقدت في إطار تشجيع النهوض بالأمازيغية عدة شراكات مع كل من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومع المسؤولين العموميين إضافة إلى الشراكة المرتقبة مع الجمعية المغربية للمنتجين والمبدعين بالأمازيغية.

الخلفي أشار أيضا إلى أن وزارته ستعمل على رفع ساعات البث الخاصة بالقناة الثامنة، حيث ستنتقل من ست ساعات التي تم العمل بها حتى الآن منذ انطلاق تمازيغت، لتصل إلى أربع وعشرين ساعة يومية متواصلة. وبالتالي ستتمكن تمازيغت من اللحاق بأخواتها من جنس التلفزيون الكوني في الوصول إلى تواصل مستمر مع مشاهديها على مدار اليوم.

هي خطوة شجاعة ومهمة، إن تحققت، ستحسب كثيرا للوزير الخلفي ولحكومة العدالة والتنمية التي يرأسها عبدالإله بن كيران. وهي ستأتي كذلك لتنسجم مع ما كان وعد به وزير الاتصال السابق والذي قطع العهد على نفسه وعلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لحظة الإعلان عن انطلاقتها قبل ثلاث سنوات من الآن على أن تمازيغت سترتفع ساعات بثها بالتدريج من ستة إلى ثمانية ثم منها إلى اثني عشر ساعة فالبث على مدار الساعة.

لكن هذا البث المتواصل لن يتحقق هكذا بسهولة. ذلك أنه يتطلب، ومن أجل نجاح القناة في أداء مهمتها على أحسن وجه، ضخ مزيد من الموارد البشرية التي سترعى هذا البث المستمر من خلال مجموعة برامج حقيقية تستجيب لتطلعات المشاهد المغربي. وهو ما أشار إليه الخلفي خلال الرد ذاته بقبة المستشارين حين أوضح أن من بين الأوراش التي تشتغل عليها وزارة الاتصال، ورش تكوين الموارد البشرية وتأهيلها لأنها هي الكفيلة بإعطاء الصورة النموذجية التي يرجوها الجميع لهذه القناة. الخلفي قال إنه لا يمكن تحقيق الأهداف كافة إن لم يتم تأهيل الموارد البشرية. مضيفا أن الوزارة تفكر في تنسيق مع المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما في سبل توفير برنامج متكامل في أفق السنة المقبلة والخاص بالتكوين المستمر.

كلام جميل وينم عن إرادة حقيقية من وزير الاتصال بأهمية هذا الجانب، ويعطي الأمل على أن القناة الثامنة لن تكون كما يخشى المتتبعون دائما، وخاصة الأمازيغ منهم أن تكون الدولة أطلقت القناة هكذا لكي تلبي بها رغبة ومطلبا ثم يقذف بها فيما بعد إلى هامش النسيان.

من بين النقاط الهامة التي أشار إليها الوزير الخلفي أيضا في التدخل ذاته، مسألة جعل تمازيغت في متناول جميع المغاربة، حتى تزال عنها صفة الكيتو الذي قد يكون التصق بها. ذلك أن الوزارة ستعمل بتنسيق مع مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومسؤولي القناة الأمازيغية على خلق برامج ذات طبيعة تعليمية على المستوى اللغوي، وذلك اعتبارا لكون رافد اللغة الأمازيغية رصيدا مشتركا للمغاربة جميعا. وهنا أوضح الوزير على أن هذا الإدماج، من خلال الفقرات التعليمية، سيشمل مختلف القنوات العمومية لكي تلعب هي الأخرى دورها في النهوض والمساهمة في الرفع من شأن اللغة والثقافة الأمازيغيتين، حيث سيتم تخصيص حصص للغة الأمازيغية في كل من القناة الرابعة(الثقافية)، والقناة الثانية دوزيم التي يجب أن تجتهد أكثر في الانفتاح على الأمازيغية لغة وهوية وثقافة فيما يستقبل من أيام وبعد أن تصدر دفاتر التحملات الجديدة والمرتقب التصديق عليها قريبا بعد أن أنهت اللجنة، المكلفة بمراجعتها، عملها هذا الأسبوع. هذا دون أن يغفل الوزير القناة الأولى وما ستلتزم به في مجال الأمازيغية. وارتباطا بهذا المعطى، فقد أوضح الخلفي على أن عميلة الدبلجة ستصبح ضرورة في القنوات الوطنية لأنها هي الكفيلة بتعميم الفائدة بالنسية لجميع المتلقين المغاربة فيما يتعلق بالأمازيغية.

هو برنامج طموح إذن ومشجع ويشي بأن الأمازيغية ستكون بخير فيما يستقبل من أيام. وجدية الخطاب تبقى رهينة تضافر جهود الجميع وإثبات حسن النوايا من قبل كل المتدخلين في عملية النهوض بالأمازيغية. تضافر هذه الجهود سيكون السند الأساس لسياسة الخلفي في هذا الاتجاه والذي برهن على حسن نيته في الانخراط فيها من خلال إشارات عديدة لاحظها المتتبعون منذ وصول الرجل إلى دفة وزارة الاتصال، وهي النية التي زكاها الخلفي حين أشار أمام أعضاء مجلس المستشارين إلى الاجتماع الذي كان عقده قبل فترة مع الجمعية المغربية للمبدعين والمنتجين بالأمازيغية والذي يرتقب أن يثمر شراكات حقيقية مع هذه الجمعية من أجل النهوض بأوضاع المنتجين والعاملين في الحقل التلفزيوني الأمازيغي.

سوس بلوس حسن بن جوا

مشاركة