هدوء غريب يسود المنطقة السياحية، في ليلة غير عادية يوم أمس، خفتت أنوار أغلب المطاعم وخيم شبح الكساد بشكل جلي لتعم حالة من “الكآبة” المكان، وتختفي أصوات الموسيقى والشموع المضيئة التي يجتمع حولها بعض رواد المطاعم، فيما غاب الازدحام في مواقف السيارات وقلت حركة السير بعد أن انتشر خبر الإضراب بالمنطقة السياحية وبالبازارات والمطاعم الممتدة على طول الشريط الساحلي وبمناطق مختلفة من المدينة.
توقف الحياة بشريان “المنطقة السياحية”
فضل نسبة 90 في المائة من أرباب المطاعم ذات الصبغة السياحية إغلاق محلاتهم فيما فتح آخرون أبوابهم لكن توقفوا عن تقديم خدماتهم، بعد أن أعلنوا إضرابهم احتجاجا على تردي الوضع السياحي بالمدينة والحصار المضروب على المدينة، لتتوقف الحياة في شرايين المدينة ” المنطقة السياحية” التي تعرف حركة دؤوبة تستمر عادة إلى ساعة مبكرة من الصباح، لكن مساء أمس بدت شبه مهجورة إلا من مطاعم محدودة جدا (% 10( وبعض المواطنين الذين يفضلون “التسكع” على ” الكورنيش”. عبد الكريم زاهر رئيس جمعية أرباب المطاعم ذات الصبغة السياحية، يرى أن القطاع تضرر كثيرا، خاصة مع نهج الفنادق سياسة tout compris) ) التي تقضي باعتقال السائح وإبقائه داخل الفندق ساعات يتناول فيه الطعام ويشتري من محلات البازارات المتواجدة به ما يحتاجه وحتى عندما يرغب في التجول يتم تخصيص سيارة الفندق لنقله إلى قرى خارجية ويعود مرهقا إلى غرفته، مما يعمق من أزمة السياحة لعدم فسح المجال للسائح بالتنقل بشوارع المدينة.
إفلاس وإغلاق البازارات يخلق موجة من الاحتجاج
“ما بقا لينا غير نبكيو على الأطلال” بهذه الكلمات لخص محمد بانكود، رئيس الجمعية المهنية لتجار منتوجات الصناعة التقليدية بأكادير، الوضع الذي وصلت إليه ” الحرفة” بمدينة الانبعاث ، بعد إغلاق محلات عديدة ” بازارات” فساد الكساد والإفلاس بالقطاع ، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير، القرار الجبائي البلدي الأخير الذي عجل بانتفاضة التجار وإعلانهم الانخراط في موجة من الاحتجاج ثم الإضراب العام الذي أعلن عنه يومي الثلاثاء والأربعاء.
أغلقت محلات “البازارات” معلنة عن احتجاجها، نفس الشيء لبازارات منتشرة بالمدينة…بعد وقفة احتجاجية نفذتها صباح أمس الثلاثاء أمام باشوية المدينة، في الوقت الذي ينفذ فيه أصحاب البازارات صباح اليوم الاربعاء وقفة احتجاجية أمام بلدية أكادير، للمطالبة بحل مشاكل القطاع التي عمقت أزمة السياحة بالمدينة خاصة ما صرح به بانكود “للجريدة24” من انتشار مهول للباعة المتجولين الذين يبيعون منتجات الصناعة التقليدية بالشريط الساحلي ووسط المدينة غلى جانب انتشار العرض داخل الفنادق، دون تدخل يضع حدا لهذه الممارسات التي أدت إلى إفلاس عدد من محلات تجارة منتجات الصناعة التقليدية، وتسبب ذلك في فقدان عدد من مناصب الشغل وركود تام لنشاط هذه المحلات، حيث أغلقت جل محلات القصبة بشارع 20 غشت ولم يتبقى منها سوى 3 بازارات، وبآيت سوس لم يعد بها سوى محلين، وبإيكودار وتاكاديرت… كلها بازارات تقلصت مع مرور السنوات لكن سنة 2016 اعتبرت عام “شؤم”.
حصار جوي أجهز على قطاع السياحة
” مابقا ما يتشاف بعد تهميش أكادير سياحيا”، يقول بانكود وغيره من مهنيي القطاع، ويتفقون على كون “مؤامرة خفية” تحاول القضاء على السياحة بالمدينة وتحويل الوجهة إلى مدن أخرى، وأرجع العديدون السبب في تراجع نسبة السياح إلى فرض تسعيرة مرتفعة للمجيء إلى عاصمة سوس، حيث يجد السائح، الفرنسي مثلا، نفسه مخيرا بين دفع حوالي 50 إلى 100 أورو للسفر على متن الطائرة إلى مراكش أو 500 أورو للوصول أكادير، وطبعا يكون اختياره الوجهة الأقل تكلفة. ويضيف بانكود:” تفرض ضريبة على الطائرات المنخفضة التكلفة،ونحن نعتبرها حصارا جويا على أكادير، لذلك فإضرابنا هو احتجاج على كل الجهات المسؤولة عن قتل السياحة بأكادير، وعدم تشجيعها خاصة وقد أعلنت بعض الفنادق إفلاسها لتعم الأزمة”.
واقع أسود وصفه رئيس الجمعية، مؤكدا أن ساكنة المدينة تستنجد بملك البلاد للقيام بزيارة للمدينة لإعادة الحياة إليها، ولكونه ” كيجي وكيجيب الخير معاه” بتعبير بانكود.
أمينة المستاري/ج24
- 2 pièces jointes
- Tout afficher
- Télécharger tout
-
مطاعم.jpeg
-
بازارات.jpg
Faites une pause.