الرئيسية مجتمع تارودانت: سبعيني ​يُكابد الحياة رفقة أبنائه المعاقين بجماعة إزديوة

تارودانت: سبعيني ​يُكابد الحياة رفقة أبنائه المعاقين بجماعة إزديوة

كتبه كتب في 16 ديسمبر 2016 - 12:43

عمره 70 سنة، تجاعيد وجهه تحكي قصة رجل عانى الكثير رفقة أسرته. الحسين أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه رجل جد بسيط، كافح ولا يزال من أجل إعانة أفراد أسرته بالرغم من تقدمه الكبير في السن.

يعيش الحسين رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة في بيت صغير بدوار مليلات التابع لإقليم تارودانت، وتحديدا بجماعة إزديوة، وله ابنتان متزوجتان وثلاثة أولاد.

شاء القدر أن يعاني أبناؤه الثلاثة من إعاقات مختلفة؛ فأكبر الأبناء سنا محمد فاقد لحاسة السمع، وحسن فاقد للبصر ويعاني خللا عقليا، أما الابن الثالث إسماعيل فيعيش في عزلة تامة داخل البيت وهو كذلك مريض كباقي إخوته.

ثلاثة إخوة لم يجدوا من يعينهم غير أمهم التي ترعاهم وتعتني بهم منذ صغرهم إلى يومنا هذا؛ غير أنها في الغالب تقفل عليهم أبواب البيت، عندما يضطر الوالدان لمغادرته بحثا عن لقمة عيش.

أسرة الحسين نموذج بسيط لمعاناة يومية في دوار مليلات المتكون من 34 منزلا، والذي يبلغ عدد ساكنته 319 فردا فقط؛ بينهم 177 من النساء، وفق إحصائيات قامت بها جمعية محلية تدعى مليلات للتنمية والتعاون والثقافة. ولا يزيد معدل الدخل الفردي بالدوار عن 7 دراهم في اليوم. يرتكز نمط عيش ساكنة هذا الدوار على فلاحة بسيطة، تكفي فقط لسد حاجياتهم الضرورية في الأكل.

رحلة الوصول إلى دوار مليلات القابع في جبال الأطلس الكبير ليست بالسهلة، فهي تدوم أكثر من أربع ساعات في طريق غير معبدة وشديدة الانحدار؛ وهو ما يزيد من عزلة هذا الدوار عن باقي المناطق الحضرية من جهة، ويزيد من سوء وضعية عيش السكان من جهة أخرى بسبب افتقار دوار مليلات لأدنى المرافق الصحية والتعليمية الأساسية.

سكان دوار مليلات يمضون أيامهم في صمت بين الحقول والبيوت، في انتظار من يفك عنهم العزلة القاتلة ويمد لهم يد العون من أجل الارتقاء بحياتهم المعيشية؛ ولو قليلا مما هي عليه الآن.

منير عبد الرزاق

مشاركة