في قبة البرلمان أمام أنظار بعض من خدام الدولة وعلى مسامع المواطنين والمواطنات، صرحت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي ، قائلة: ’’مابقاش عندنا شي حد كا يعاني من الفقر في حدود 2 دولار’’، هنا بالذات يطرح الإشكال، القصص الدرامية التي نشاهدها في كل أنحاء هذا الوطن مصدرها الغنى و الدولارين؟
إن الحديث عن واقع الفقر بالمغرب يجعلنا نستحضر قصتين من القصص التي يزخر بها بلد انقرض فيه الفقر واندثر، من منا لم يقرأ أو يسمع عن محمد فلاحي ذاك الشيخ العجوز، ذي السبعين سنة، هجر رفقة أبنائه الثلاثة من إحدى المناطق العميقة بنواحي أكادير، وقضى في رحلته فوق كروصة وحمار ’’وجد فيه الخير’’ أسبوعا بشمسه وحرارته ، بجوعه وشبعه…فلاحي العجوز قطع حوالي 450 كيلومتر ب ’’زيرو درهم ’’، فالفقر والعوز هما اللذان أجبره على الترحال بتلك الوسائل البسيطة الكلاسيكية التي تعود بنا إلى عقود قد خلت …هنا أتساءل أين البرامج التي تدعي الحكومة أنها تحارب بها الفقر والهشاشة.؟أم أن فلاحي يشكل الاستثناء ونسيته الحكومة .
قصة أخرى أشبه بدراما الأفلام السينمائية، لكنها لسوء حظنا واقع،…فالفقر مدقع لا الأرقام ولا الإحصائيات تخفي الواقع….في الرابع عشر من الشهر الجاري تم العثور على سيدة في أدغال الجبال بنواحي أزيلال أعتقد أن غناها الفاحش جعلها تقطع شهرا على أقدامها قصد التطبيب وعلاج يدها المكسورة…عابرة غابات جبلية بدون دولار ولا اثنين…
مما لاشك فيه أن الفقر كان ولايزال ينخر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، فلعل ما نراه الان من ظواهر سلبية” الكريساج، الانتحار، حرق الذات ، الدعارة…. تعري الأرقام والاحصائيات، لخير دليل على مستوى خط الفقر في المغرب.
فبالرجوع إلى معايير تحديد معنى الفقر يبقى الدخل الفردي هو العمود الفقري لهذا المفهوم ، هذا من جانب ومن جانب اخر تبقى المناطق القروية أكثر فقرا، وتتربع جماعة سيدي علي بالرشيدية قمة المناطق الأكثر فقراً في المغرب، بنسبة فقراء تصل إلى 80% حسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط.
بعيدا عن لغة الأرقام، مظاهر الحاجة والتهميش تظهر جليا في المغرب، هنا نتساءل إلى متى سيتحقق الاقلاع من هذا الواقع المرير؟؟؟
