الرئيسية مجتمع سياح أجانب ينعشون شبكات التجارة في الرقيق الأبيض

سياح أجانب ينعشون شبكات التجارة في الرقيق الأبيض

كتبه كتب في 11 ديسمبر 2016 - 10:00

لا يغلق ملف إلا ويفتح آخر بخصوص قضايا الدعارة الراقية بمدينة مراكش، التي أصحبت وجهة سياحية عالمية، يقصدها الزوار من كل حدب وصوب، ما جعلها تعرف في السنوات الأخيرة حركة قوية لشبكات متخصصة في تجارة الرقيق الأبيض، وكذا الإفريقي جنوب الصحراء، إضافة إلى مستغلي الأطفال جنسيا، كالأمريكي الذي أدين استئنافا أخيرا.

فخلال الأسبوعين الماضيين، تمكن أمن مراكش من تفكيك شبكتين؛ الأولى بحي جليز، والثانية بمنطقة تاركة؛ وقضت المحكمة الابتدائية بخصوص الأخيرة، بداية الأسبوع الحالي، بحبس الخادمة “فاطمة. س”، و”يوسف. ب”، حارس فيلا بتجزئة جوهرة 1 بحي تاركة، بشهرين سجنا نافذا، وسائق للنقل السياحي بأربعة أشهر حبسا نافذا؛ أما السائح السعودي “مجدي. ع” وعشيقته المغربية “فاطمة الزهراء. ف. ع”، فحكما بشهرين سجنا موقوف التنفيذ.

وإذا كانت قضية حي “تاركة” بمقاطعة المنارة جاءت إثر إخضاع الفيلا السابق ذكرها لمراقبة أمنية بسبب الشك في تحولها إلى وكر للدعارة، يستقبل سياحا عرب، وبائعات للجنس، ما مكن من إيقاف ثلاثة سعوديين وسيدة تنحدر من مدينة طنجة، ووسيط في الدعارة وخادمة وحارس الفيلا، فإن فرقة الأخلاق العامة التابعة لولاية أمن مراكش تمكنت في الأسبوع ما قبل الماضي من اعتقال “يوسف.ه”، الرأس المدبر لشبكة الدعارة الراقية المعروفة بمقاطعة جليز بـ”بابيليون”، إلى جانب 18 شخصا، منهم مغاربة وسعوديون، فيما لازال مسير وكالة عقارية في حالة فرار.

الملف الذي يطلق عليه “بابليون” يتابع فيه مالك أكثر من 40 شقة بالحي الشتوي بمقاطعة جليز، يتم كراؤها للأجانب، والخليجيين منهم بالخصوص، من أجل ممارسة الدعارة مقابل 2000 درهم لليلة الواحدة.

الموقوفون على ذمة التحقيق من جنسيات خليجية وفرنسية اعترفوا أمام المحققين باستدراج ثماني بائعات للجنس من علبة ليلية بمنطقة النخيل، ومن ملهى في شارع محمد الخامس بحي جليز من أجل ممارسة الدعارة.

فإلى أي حد تشكل هذه الظاهرة تهديدا للسياحة، التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد المدينة الحمراء؟..سؤال طرحناه على مهني وفاعل خبير في القطاع السياحي، طلب من هسبريس عدم كشف هويته، فأجاب بأن “الباحثين عن بائعات الجنس لا يقتربون من الفنادق المصنفة، بل يلجؤون إلى كراء شقق وفيلات خارج المدينة”.

وأورد المصدر ذاته أن “أي فندق مصنف ضبط في حالة تلبس في الترويج لهذا النوع من الأفعال المجرمة قانونيا سيغلق في الحين”، مشيرا إلى أن “المؤسسات السياحية مجهزة بكاميرات وتخضع لمراقبة الشرطة المعنية بالمجال، والأمر ذاته ينطبق على دور الضيافة المصنفة”.

وزاد الفاعل السياحي نفسه أن الهيئة التي تدبر قطاع السياحة بالجهة تبحث عن زبائن سمتهم النظافة ونبل القيم، مؤكدا أن 40 في المائة من السياح الذين يحجزون في الفنادق المصنفة مغاربة، مبرزا أنهم يشكلون السوق الثاني بعد الفرنسيين.

وأوضح المتحدث ذاته أن السياحة العائلية أصبحت هي الأخرى من أهداف الفاعلين في القطاع، لذا نظم المغرب أخيرا أسبوعا بدولة الإمارات، وطالب رجال الأمن بتشديد المراقبة على الشقق والفيلات التي أصبحت تشكل فضاء خصبا للدعارة الراقية، وتتهرب من أداء الضرائب، ما يشكل استنزاف لميزانية الدولة ومدينة سبعة رجال.

مشاركة