الرئيسية أخبار الجمعيات احتجاج أطفال الدشيرة بالأقنعة الواقية

احتجاج أطفال الدشيرة بالأقنعة الواقية

كتبه كتب في 27 يوليو 2012 - 16:47

احتج مؤخرا العشرات من أطفال الدشيرة الجهادية، رافعين لافتات كتب عليها “ارحل” مكممين أفواههم بكمامات بيضاء، ورافعين بطاقات حمراء معلنين مطالبهم “بطرد” ورحيل مستودع الأخشاب التابع لشركة فانتازيا لصناعة العلب الكارطونية.  موقف شريحة واسعة من الأطفال الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها تنسيقية بالدشيرة الجهادية، منهم نسبة كبيرة أصيبت بالربو جراء الأدخنة والغازات السامة التي تقذفها يوميا مداخن الشركة التي تتكفل الرياح بتوزيعها على ساكنة الدشيرة في كل اتجاه.

وقف المحتجون يتقدمهم هؤلاء الأطفال أمام المعمل. رفعوا أصواتهم المطالبة  بترحيل مستودع الأخشاب، خاصة وقد فوتت للشركة بقعة بايت ملول منذ سنوات من أجل تحويله إلى الحي الصناعي، غير أن الشركة ظلت ترفض الانتقال من الحي السكاني الشعبي بدعوى ضيق المجال الذي فوت لها، ورغم انعقاد لجان متعددة إلا أنها فشلت في التوصل إلى حل. المحتجون كشفوا خلال الوقفة أن المعمل تسبب في إصابة الساكنة بأمراض الحساسية والربو بين الرضع بالأحياء المحيطة بهذه الوحدة الصناعة التي تقوم بصهر الخشب لصناعة العلب من الورق المقوى. تحكي زوزو زهرة، إحدى المحتجات بصوت مبحوح معاناتها: “يالله نهظت من الفراش بسبب الربو الذي يصل للأنف وأصاب باختناق. منذ 21 سنة وأنا أقطن هنا، أبلغ من العمر حوالي الستين، أكتري منزلا به بعض الأسر وكل أسرة يعاني بعض أفرادها من الربو. لم نعد نحضى بالهدوء منذ سنوات فالضجيج جعلنا لا ننام خاصة في الليل فأصوات الآلات يقض مضجعنا، أما أنا فأصبت أيضا بالربو والسكري.يدير تاوي الخير”

“ارحل فانتازيا” شعار رفعته الساكنة ونددت بتواجد معمل وسط الأحياء، حرم الساكنة من أبسط حقوقها: فتح النوافذ، نشر الغسيل فوق سطوح منازلها، بل أن البعض يحمل ملابسه إلى المصبنة. “راه ولينا عايشين من هادي سنوات في الإزعاج والتلوث. أين هو شعار حماية البيئة؟؟ واش هو ناخذو ميكة وشطابة؟ احنا هادي سنوات وحنا كنقدموا شكايات للبلدية لكن بلا فايدة، الأكثر من ذلك هناك من يحمل ملابسه إلى المصبنة ، بل بلغت المأساة أن بعض ساكنة حي تبارين وإكرو ماعي أغلقت منزلها وهاجرت إلى اشتوكة، آيت ملول…” تصريح مرير لمحمد أحد المحتجين الذي يضيف : ” مرضنا وعائلاتنا. المعمل يدخن 24 ساعة دون انقطاع، الإزعاج ليلا. راه آن الوقت لترحيل المعمل الذي يتواجد بالمنطقة منذ حوالي 60 سنة.”

فالحريق الذي اندلع مؤخرا في مستودع الشركة جعل الساكنة تنتفض هذه المرة وتطالب برحيل ” فانتازيا”، لم يعد الأمر يتعلق فقط بالتلوث والضجيج بل تهديد الساكنة بكارثة في حالة اندلاع حريق قد يأتي على المنازل المجاورة. العسري السعدية، سيدة في عقدها الخامس تعاني من الربو وابنها، تحكي عن معاناتها : ” أضطر لزيارة المستعجلات بين الحين والآخر وفي أوقات متأخرة من الليل. قضينا أوقاتا صعبة خلال الحريق والله جا من جهة الجميع، راه تقهرنا وربي دار فيها اللطف”.

سوس بلوس : أمينة المستاري

مشاركة