الرئيسية مجتمع الباحث المغربي “حمزة الطيبي”: الصحافة المكتوبة تنتظر شهادة الوفاة والفضاء الإلكتروني هو المستقبل

الباحث المغربي “حمزة الطيبي”: الصحافة المكتوبة تنتظر شهادة الوفاة والفضاء الإلكتروني هو المستقبل

كتبه كتب في 7 ديسمبر 2016 - 00:18

قال حمزة طيبي، الباحث المغربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز وبجامعة نيويورك الحكومية بنغامتون، إن “الصحافة المكتوبة بالمغرب ترفض الاعتراف بموتها الإكلينيكي”، مضيفا أن “واقعها غير صحي تماما في الحقيقة، لأن المغرب ما يزال في مرحلة انتقالية وهو في حاجة كبيرة لصحافة حرة ومتعددة تفتح نقاشات عميقة وجوهرية حول الإصلاحات السوسيوثقافية والسياسية والاقتصادية التي يعرفها المغرب”.

واعتبر الطيبي في تصريحات خص بها موقع “لكم”، أن المغرب يمر من مرحلة انتقالية غير واضحة الأفق، وأن الصحافة المكتوبة “التي يفترض فيها الخوض في هذه الأمور وتعميق النقاش العمومي حولها، نجدها اليوم تنتظر فقط شهادة الوفاة وتخلف الموعد مع هذه المرحلة المهمة في التاريخ المغربي المعاصر”، على حد تعبيره.

وأكد ذات الباحث الأكاديمي، الذي يعد باحثا في موضوع “الإعلام المكتوب ومعالجته لبعض القضايا المتعلقة بالدين والجنس والسياسية”، أن الصحافة المكتوبة في المغرب لم تواكب هذه المرحلة الانتقالية التي يمر منها المغرب، موضحا في في ذات المقال “أن “بلدنا ما يزال في مفترق الطرق ولم تحسم السلطة بعد بشكل جوهري لا رجعة فيه في تبني الدولة الحديثة بمؤسساتها المستقلة المتعارف عليها دوليا كما لم تحسم أيضا حتى في تشبتها بالتقليدانية التي ماتزال تميز جوانب عدة من النسق السياسي”، على حد قول الباحث.

hamza-tayebi

ويرفض الباحث مقارنة واقع الصحافة المكتوبة المغربية مع تجارب الصحافة المكتوبة بدول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا التي تراجعت نسبة الإقبال عليها  لصالح المواقع الإلكترونية الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبرر رفضه للمقارنة بكون أن “ما يجب على الجميع تذكره خلال عملية المقارنة هذه هو أن الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية انتقلت منذ مدة طويلة من مرحلة الانتقال الديمقراطي إلى مرحلة ما بعد الديمقراطية، وهذا عكس ما يحصل تماما في المغرب”، يوضح الباحث.

وعن واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب، حمزة الطيبي، أرجع تدني نسبة المقروئية بالأساس إلى ارتفاع نسبة الأمية في البلد وعدم قدرة المواطن المغربي على شراء صحيفة أسبوعية مثلا بخمس أو سبع دراهم أو شراء جريدة واحدة يومية بأربع دراهم، في الوقت الذي يمكنه تصفح جرائد إلكترونية مجانا فقط إذا كان يملك أرخص هاتف ذكي.

من الأسباب التي فصل فيها الباحث ما وصفه بـ”عامل الثقة” في الصحف الورقية التي “تكاد تكون منعدمة”، موضحا، “وهذا يرجع إلى تخلي جل الصحف على أخلاقيات “صحافة الجودة” واعتمادها على تغطية الفضائح وأحداث العنف داخل المجتمع لجلب انتباه القارئ وبالتالي الرفع من عدد مبيعاتها ومداخيلها المادية”.

ولتبريز وجهة نظره حول دور الصحف التي تعتمد الأخبار الصفراء في تعثر المرحلة الانتقالية بالمغرب، استشهد الطيبي بدراسة ستنشر في مجلة محكمة أوربية قريبا تبين بالأرقام مدى ارتفاع نسبة الأخبار الصفراء في الجرائد الورقية “المستقلة” بشكل سنوي، أي الجرائد التي يفترض فيها تبني معايير الصحافة المتعارف عليها في أخلاقيات العمل الصحفي، حيث تساءل ذات المتحدث عن دور هذه الصحف في المرحلة الانتقالية المتعثرة التي يعرفها المغرب.

وشدد الباحث على أن واقع الإعلام لا يزال يعاني من مشكلة الرقابة وضيق هامش حرية التعبير بالمغرب، وكذا الرقابة الذاتية “التي أصبح الصحافي يعتمدها تعرقل بالتأكيد بدورها العمل الصحفي وتعطي مؤشرات غير مطمئنة حول جاهزية السلطة لتقبل العمق في تحليل المادة الإعلامية” يشرح ذات المتحدث.

توزيع بعض العناوين المغربية عام 2015 (أرقام من موقع ojd.ma)

وربط المتحدث واقع الصحافة الحزبية بالمغرب بأزمة الأحزاب السياسية وفقدانها للبوصلة السياسية بسبب عبث المشهد الحزبي وإخفاق أحزاب عريقة في مراحل سياسية حاسمة. حيث أوضح في مقاله أن نتيجة هذه الأزمة هي عدم الثقة في الأحزاب والصحف الحزبية، وأن ظاهرة العزوف الانتخابي يقابلها عزوف على قراءة الجرائد الورقية الحزبية.

وأشار الباحث، إلى أن هناك مشكل آخر تعاني منه الصحافة الحزبية وهو عدم تبنيها لخط تحريري واضع وكذا ازدواجية خطابها في الافتتاحيات، “فمقارنة بسيطة بين افتتاحيات بعض الجرائد الحزبية خلال 2014 والافتتاحيات التي تنشر اليوم، خصوصا بعد الإعلان عن نتائج استحقاقات 7 أكتوبر، تعطي صورة قاتمة عن تخبط أحزابها السياسية وغرفها في التناقضات والسكيزوفرينيا” على تعبيره.

وخلص الباحث في ختام مقاله بالتأكيد، على أن الفضاء الإلكتروني هو المستقبل في المغرب وهو الأكثر أهمية اليوم “لأن الفضاء العام فيه يتسع أكثر للجميع ويبقى من الصعب جدا التحكم فيه كما هو الشأن في الصحافة التقليدية”، على حد قوله.

عن موقع ” لكم”
مشاركة