فاطمة المو
يقوم الملك محمد السادس هذه الأيام بسلسلة من الزيارات لعدد من الدول الإفريقية والتي دشنها من الغرب الإفريقي، وصولا إلى أقصى الجنوب في زيارة تاريخية لمدغشقر منفى الأسرة الملكية.
إن رحلات جلالة الملك وتحركاته في الأدغال الإفريقية تأتي في إطار الإستراتجية الجديدة في الدبلوماسية الملكية التي عبر عنها جلالة الملك في خطابه في قمة الخليج’’20 أبريل 2016 بالرياض’’، لما قال’’…فالمغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الإستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي أو الإقتصادي.’’ ..فلا حاجة إلى القول بأن الزيارات الملكية الإفريقية ستجعل من المغرب يستعيد مكانته الافريقية، خصوصا وأن توقيت هذه التحركات تزامنت وطلب المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي.
فالحديث عن الزيارات الملكية يقتضي الحديث عن مكاسبها السياسية، فيمكن القول بأن هذه الجولات هي خطة ملكية حكيمة ستساهم في تدمير القلاع المبنية برمال الأكاذيب لجبهة البوليساريو أكذوبة الجزائر…وخير دليل على ذلك السعار الذي أصاب إعلام الجبهة وهو يواكب تحركات الملك محمد السادس، في الوقت الذي يواجه فيه رأس الجبهة، تهما ثقيلة جعلته يلغي زيارته لمدريد، فحال البوليساريو اليوم في تأزم خصوصا وأن المغرب ماض في اختراق الحواجز والمصاعب واستعاد إشعاعه ومكانته في القارة السمراء، بقيادة الملك محمد السادس.
مثلما سيعترف الأشقاء الأفارقة انطلاقا من الزيارات الملكية مصداقية المغرب، سيكتشفون أيضا الحملات التضليلية المعادية للوحدة الترابية للمملكة والتي ساهمت فيها المقاربة الريعية الجزائرية، ولابأس بالذكر هنا أن الأزمة الجزائرية في ظل انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية جعلت قصر المرادية يقرر تقليص دعم الجبهة.
فاطمة المو
