يبدو أن الزيادة في أسعار المواد الأساسية أصبحت قدرا محتوما على المغاربة ، والذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتجرع مرارتها دون أن يظهر في الأفق أي بصيص أمل قد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه.
فبعد الارتفاع غير مسبوق في أسعار البيض تزامنا مع شهر رمضان الماضي وما تلاه من تبريرات واهية تم ترويجها في وسائل الإعلام الرسمي والتي تحدثت عن مرض أصاب الدجاج البيوض، ها هي ذي الأسعار تتخطى مجددا عتبة الدرهم رغم تأكيد الوزارة المختصة أن الثروة الوطنية من الدواجن خالية من مرض إنفلونزا الطيور.
الحقيقة التي تخشى الحكومة الاعتراف بها هي أن لوبي الدواجن استغل المرض قبل 6 أشهر لرفع الأسعار وهو يدرك جيدا أنه في المغرب عندما يتم الرفع من سعر أي مادة فإنه لا يعود أبدا إلى سابق عهده.
النشطاء الفايسبوكيون حاولوا التحرك سريعا، وقاموا للدعوة إلى مقاطعة شاملة للبيض إلى غاية فاتح دجنبر القادم، لكن التجار يدركون جيدا أن هذا الحل لن يجدي نفعا لأن الأمر يتعلق بمادة حيوية لا يمكن للمغاربة الاستغناء عنها ولو مؤقتا ، ليبقى الحل الوحيد المتاح والمستبعد طبعا التدخل الصارم للحكومة .
