تعيش “يامنة”، 38 سنة، قصة تحدي كبير، في مواجهة حياة قاسية جعلتها سند أسرتها الصغيرة، والتي يعاني كل أفرادها (الزوج وأربعة أبناء) من إعاقات مختلفة.
قصة هذه “الباعمرانية” ليست “راوية” يحكيها الآباء والأمهات للأبناء قبل النوم، بل هي واقع مرير تعيشه هذه السيدة التي تقطن بالجماعة القروية سيدي بوعبدلي، قيادة بونعمان، اقليم سيدي افني.
بمنزل غزته الفيضانات التي اجتاحت المنطقة سنة 2014، لم تصمد الحيطان وانهارت ثلاث غرف كان بناؤها من تلطين وسقفها من الخشب. واليوم، الأسرة كلها تجتمع داخل غرفة يتيمة، تستعملها كغرفة للنوم واستقبال الضيوف والمطبخ، فراشها لايتعدى بضع “بطانيات” مهترئة.
وتعيش “يامنة” حيأة “بؤس”، حولتها إلى عجوز في ريعان الشباب، فهي المعيل الوحيد لأسرة تتكون من أربعة أبناء معاقين، أكبرهم يبلغ اليوم من العمر 17 سنة.
نفس الشيء بالنسبة لأخته، التي غادرت المدرسة، لكونها لم تساير الدروس، وقضت خمس سنوات في القسم الأول، وبسبب غياب قسم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمام ضيق ذات اليد غادرت المدرسة، وبقيت في المنزل، وهو نفس المصير الذي ينتظر اثنين من إخوتها.
وضع الأب ليس بأحسن حال من أبنائه، فهو يعاني إعاقة من نوع خاص، فجسده لا يستطيع مقاومة ما ابتلاه به القدر من مرض منذ صغره، حيث يعاني من ارتدادات على مستوى اليدين والرجلين، وحتى العمل لا يمكنه ولوجه منذ صغره بسبب افتقاده للتركيز وضعف بنيته الجسدية ونطقه المتلعثم.
وعن مصاريف الأسرة، تحدثت يامنة، الذي كشف جانبا كبيرا من معاناة العائلة، وقالت في تصريحها بأنها تعيش على ما تجود به أريحية المحسنين.
الأم تقوم بدور الأبوين، تعمل في الحقول وتقوم بأشغال البيت وتهتم بالأبناء.
“يامنة” امراة من مغرب 2016، تعيش البؤس والحرمان وقلة ذات اليد، ابناؤها محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة.. وتنتظر كل اليوم الفرج!
سعيد مكراز
