رغم أن البحر نال ثقة عمياء من الروائي عزيز بنحدوش اختطفه في غفلة من أمره رفقة زميله الحارس العام باشتوكة، وكاد أن يختطف ابنه. فآخر ما نشره حول وفاء وإخلاص البحر قوله في تعليق “ما زال البحر مزارا ومعبدا ومصدر حياة، ونتمنى أن يبقى كذلك، مرحبا بكم سمكة الدوراد تنتظركم”
وقد وصلت جثة الروئي وأستاذ الفلسفة عزيز بنحدوش اليوم إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير بعد انتشالها من البحر بأكلو إلى جانب جثة حارس عام كان برفقته يصطاد السمك بالقصبة قضى نحبه بدوره، وعلم أن ابن الروائي نجا من موت محقق بعدما تشبث بصخرة وصمد في وجه الأمواج الى أن أغاثته الساكنة. وكان الثلاتي يمارس هواية الصيد بالقصبة ففاجأتهم موجه ألقت بهم في البحر.
الروائي أحدوش بحكم تمرسه السوسويولوجي والفلسفي استطاع أن يطرق مواضيع بطريقة فنية خلقت المواجع بإقليم وارزازت من بينها روايته جزيرة الذكور التي تعالج قضية ” الأطفال الاشباح” حيث يعمد عديد من المهاجرين إلى تسجيل ابناء ليسوا من صلبهم من أجل الحصول على تعويضات عائلية إضافية من فرنسا، فأصبحت هذه القضية ظاهرة يؤكد الروائي أنها لا تختلف عن ظاهرة ” الموظفين الاشباح”. وقد زعزت إثارة هذه القضية المنتفعين بالمنطقة، فقاموا بإيذائه جسديا، كما تبين الصورة أعلاه، ورفعوا دعاوى ضده أدين من خلالها بالسجن الموقوف والغرامة وفق قانون الصحافة والنشر..
وكان الهالك توبع قضائيا بشأن الرواية المذكورة، وأدين بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ بتهمتي السب والقذف بناء على شكاية من شخصين بقرية تازناخت ، كما اشتهر الراحل بحديثه الروائي الفني عن الظاهرة بشكل عام دون تحديد أسماء أو هويات أشخاص أو التلميح بذلك، إلا أنه توبع قضائيا مع ذلك، بل تعرض إلى اعتداء جسدي بعد فترة قصيرة من تلقيه تهديدات بالتصفية الجسدية، عبر الهاتف ورسائل مجهولة المصدر.
” اسنان الشيطان” واحدة من الروايات التي كان يستعد لنشرها، وكان عديدون يضعون ايديهم على رؤوسهم خوفا من أن تطالهم، لكن البحر الذي وثق به بنحدوش وجعل منه معبدا غدر به لكونه لا يعرف لحظات مده وجزره حاصره رفقة ابنه وزميله محولا تلك الرفقة على فجيعة حقيقية.
سوس بلوس
