الرئيسية مجتمع سيدي إفني وميرلفت… أيام في ضيافة أيت بعمران

سيدي إفني وميرلفت… أيام في ضيافة أيت بعمران

كتبه كتب في 20 يوليو 2012 - 14:01

مدينة سيدي إيفني أو “حاضرة أيت باعمران” هي وجهة ملائمة للراغبين في التمتع بعطلة هادئة. تقع المدينة الساحلية على بعد 168 كلم عن مدينة أكادير و30 كلم من مصطاف ميرلفت. سيدي افني مستعمرة اسبانية،  فمنذ القرن الخامس عشر، ألحقت قبائل آيت باعمران خسائر بجيوش القائد الإسباني “دييغو  كارسيا ديريرا”، عندما كانت سيدي إيفني مستعمرة إسبانية، كما كانت لقبائل آيت باعمران مواجهات دامية مع كل من سعى لتطويعها، سواء القياد أو المستعمر الفرنسي والألماني والبرتغالي والاسباني، واستطاع الباعمرانيون أن يواجهوا الاحتلال الاسباني على الاستقلال يوم 30 يونيو من سنة 1969.

سيدي إفني مدينة ساحلية هادئة، ذات مناخ معتدل، يمكنك الوصول إليها إما بالسيارة أو الحافلة ” الساتيام”، من تيزنيت ثم ميرلفت فالكزيرة وصولا إلى المدينة.

ويمكن قضاء وقت ممتع في شواطئها المتعددة من قبيل شاطئ “الكزيرة” الذي يبعد عن سيدي إيفني بعشر كيلومترات، يشتهر بمناظره الطبيعية وفنادقه المطلة على البحر، حيث تمتزج فيه الطبيعة الشاطئية والجبلية، شاطئ سيدي محمد بن عبد الله كذلك يلقى زبناء كثر، ولمحبي ركوب الأمواج ينصح الزائر بارتياد بالإضافة إلى شاطئ سيدي إيفني، شاطئ “ميرلفت” وهو موقع أسطوري يقارنه البعض ب”طريفة” جنوب إسبانيا.

 كما تتميز المدينة بحدائقها الموروثة عن الاستعمار الإسباني من قبيل حديقة النصر، التي شيدها الجنرال “كاباس” قبالة عمالة وبلدية سيدي إيفني، ومازالت بقايا نصبه ماثلة بالحديقة.

يمكنك التجول بين أزقتها التي تشتهر بأسمائها الإسبانية، من حيث الشكل تشبه أحياء بالمدينة نظيرتها بإسبانيا، ويتربع مخيم سيدي افني فوق أزيد من هكتارين على حافة شاطئ المدينة، يضم غرفا للكراء، و خياما تضرب داخل فضائه، دون ذكر المصطافين الذين يفضلون إحضار خيمات خاصة بهم، وفضلا عن ذلك يحتوي هذا المخيم العائلي على مسبح فسيح ونظيف للكبار، وآخر مجاور له خاص بالصغار بالإضافة إلى مطعم ومقهى علوي مطل على البحر. وعند الغروب يمكنك التوجه إلى ساحة البرانديا لمراقبة غروب الشمس. بالنسبة للفنادق توجد بالمدينة فنادق مصنفة وغير مصنفة يبقى للزائر الاختيار، اثمنتها لا تتعدى مائتي درهم تفتح نوافذها على البحر مباشرة.

 ويمكنك الخروج عن المدينة، والإنتقال إلى نواحي سيدي إيفني لزيارة مغارة “لاخصاص”، والخروج إلى المناطق الجبلية القريبة للتعرف على المنتوجات المحلية من الصبار والعسل ومقاسمة النساء البعمرانيات معاناتهم عن قرب.

تعتمد المدينة اقتصاديا على الصيد البحري، فيمكنك الاستمتاع بأطباق السمك الطري خاصة شواية ” السردين”، ذات اللذة الخاصة ما جعل أهل البلدة يختلفون حول أسباب ذلك فهناك من يعتبر”ترمل” مياه الميناء سبب في الذوق المتميز للسردين. ومن المآثر التاريخية التي يمكنك زيارتها الكنيسة الإسبانية والثكنات والمسرح، والمؤسسة المالية على عهد الإسبان، والبناء الملقب ” بالباركو”…مع زيارة الثكنات العسكرية التي تحولت على بيوت مهجورة وحيطان تتهاوى دون عناية.

من المنتوجات التي تشتهر بها المنطقة ” الصبار” فيمكنك التجول بين معارضها التي تنظم خاصة أثناء مهرجان “قوافل” أو مهرجان «الكّزيرة»، فمستخلصاته تعتبر أجمل هدية يمكن للسائح اقتنائها باعتباره ” الذهب الأخضر بالنسبة لمنطقة آيت باعمران. كما يمكن للزائر شراء الألبسة المحلية ذات الامتداد الصحراوي ” الملحفة” و” العباءة الصحراوية”…وبعض المنتوجات الأخرى التجميلية المستخلصة من زيت أركان ونبات الصبار، ومربى الصبار .

زيارة سيدي إيفني فرصة للزائر إذا صادف حضوره مواسم أو مهرجانات صيفية لمتابعة عروض الفروسية الخاصة بقبائل آيت باعمران، وحفلات الرقص الجماعي ” الدرست”…لن لا تنس أن تتخذ جملة احتياطات، أن تؤمن السكن مبكرا، وحصتك من الخبز والمواد الأساسية مثل الحليب، خصوصا خلال أيام مهرجان قوافل الصيفي.

احرص مبكرا على تأمين السكن وحصتك من المواد الأساسية

 … وأنت تتجول بسيدي إفني لا تنس أن تتخذ جملة احتياطات، منها أن تؤمن السكن مبكرا، لأن الفنادق محدودة العدد وتمتلئ مائة بالمائة في أيام المهرجانات، وأيام الصيف التي تسبق شهر رمضان، على جانب ندرة محلات الكراء، فالساكنة بخلاف مدن ساحلية أخرى لا تنجذب نحو كراء بيوتها. ولن تجد قرب المحطة من يتهافت على جرك لأحد البيوت من أجل كرائها كما تعودت أن ترى في وجهات متعددة.

 تأمين حصتك من الخبز والمواد الأساسية مثل الحليب، خصوصا خلال أيام مهرجان قوافل الصيفي ضرورية، فالمخابز بدورها عددها محدود، لأن الساكنة مازالت متعودة على طهو الخبز في البيوت، إلى جانب أن سيدي افني وجهة اصطيافية ولم تتحول بعد إلى منطقة عبور أساسية ودائمة النشاط.

 

مغارة لاخصاص

سوس بلوس أمينة المستاري

مشاركة