الرئيسية مجتمع مراكش: أسرة تتقاسم مع سيدي بلعباس مرقده

مراكش: أسرة تتقاسم مع سيدي بلعباس مرقده

كتبه كتب في 10 أكتوبر 2016 - 20:05

طفل يبلغ من العمر عاما ونصف العام يلهو ويلعب بما تقع عليه عينيه بباب مقبرة سيدي بلعباس الجباب التي تأويه وأمه وثلاثة من أبنائها، بالمدينة العتيقة التابعة لعاصمة النخيل ذات الصيت العالمي التي تضم وجها آخر للبؤس يشكل وصمة عار على جبين مدبرين عديدين للشأن العام.

لقد ولد الطفل ببيت من قصب داخل المقبرة المهجورة دون إرادته، ولا رغبة من أمه التي وجدت نفسها وأربعة من أبنائها مضطرين للعيش بمكان يفتقر لكل شروط الحياة الآدمية، ومهددين بكل ما يعج به المكان من حشرات وعقارب وأفاعٍ.

belabbas

“خمس سنوات وأنا أقطن بمعية أبنائي هنا دون مرحاض ولا ماء، نقضي النهار تحت سقف قصبي يقينا من حرارة الشمس، وحين يحل ظلام الليل نلجأ إلى قبة الضريح التي لا تسعنا”، تحكي إلهام العلوي بنزاكي لهسبريس، مشيرة إلى أن حياة أطفالها تحولت إلى جحيم بسبب الاضطراب النفسي الذي يعيشونه، والرعب الذي يواجهونه يوميا.

وأضافت أم الأبناء الأربعة: “زوجي مدمن على المخدرات، ما أدى به إلى فقدان توازنه العقلي، ولا نعلم له مكانا، لذا اتخذت من هذه الغرفة البئيسة بمقبرة سيدي بلعباس مسكنا، ومكانا للطبخ والاحتماء من أشعة الشمس، أما حاجتنا الطبيعة فنقضيها في أواني أفرغها ليلا بقنوات الصرف الصحي بالشارع العام”، بحسب تعبير المشتكية نفسها.

“حرم أبنائي من كل شيء يتمتع به الأطفال في سنهم، فحالتنا شبيهة بعيشة الذبّانَة فلْبْطانة، ففي فصل الشتاء كل الأواني وملابس الأطفال والفراش تتعرض لمياه الأمطار، لأن سقف بيتنا من قصب”، تتابع الأم، منبهة إلى تخوفها من الانعكاسات السلبية للوضع على فلذات كبدها.

هسبريس
مشاركة