الرئيسية اراء ومواقف فيدرالية اليسار وإنتخابات 7 أكتوبر .. أسئلة من أجل فهم ماجرى

فيدرالية اليسار وإنتخابات 7 أكتوبر .. أسئلة من أجل فهم ماجرى

كتبه كتب في 9 أكتوبر 2016 - 13:23

عبد العزيز السلامي*

القليلون من كانوا يتوقعون ما جرى ليلة 7 أكتوبر، بالنسبة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، ولحدود اللحظة لم تعلن قيادة الفيدرالية موقفا رسميا صادرا عن أجهزتها التقريرية بخصوص نتائج الأمس.

وإلى ذلك الحين، توزعت تقارير وتحاليل متتبعي الشأن السياسي ببلادنا، وأساسا وسائل الإعلام، بين “فشل إنتخابي” وصدمة تصديق وهم “المد الفايسبوكي”، وأن المخزن “نجح” في إستدراج جزء من اليسار المناضل إلى “تنشيط” الحملة الإنتخابية، وغياب قيادة سياسية متكاملة والرهان على الماركوتينغ السياسي والإعلامي للدكتورة نبيلة منيب، وهناك من ينتظر أن تقدم هذه الأخيرة إستقالتها، إسوة بالقيادي اليساري محمد الساسي، بُعيد إنتخابات 2007، وهناك من فسر ماجرى بكون رموز الفساد تعششت في دواليب الدولة ويصعب مواجهتها بأساليب نظيفة!

وأغلبها قراءات، فيها نوع من التجني على تيار ديمقراطي تقدمي، استطاع أن يعيد إلى الساحات والميادين النقاش السياسي بخصوص المسألة الديمقراطية ببلادنا، وأن يكسر رتابة المشهد الإنتخابي، وأن يحسب له ألف حساب من طرف بارونات الإنتخابات ويكسب تعاطفا مُضاعفا، بالمقارنة مع الإستحقاقات السابقة، داخل الوطن وخارجه، من طرف النخبة والجمهور.

إن الذي ربحته فيدرالية اليسار الديمقراطي، من نزال 7 أكتوبر، هو أنها استطاعت أن تتباهى بإستقلاليتها عن المخزن، لافي حملتها ولا في صياغة برامجها ولا في مضمون خطاباتها، وأن النتيجة التي حققتها، وإن كانت جد ضعيفة، إلا أن الفيدرالية لم تستنجد بالأعيان ولم تستجدي عطف صانع الخريطة الإنتخابية، وأنها نجحت في أن تبلغ رسالة مفادها “أن اليسار المناضل قادم وليس لخصومه غير تبادل العزاء”.

إن الفيدرالية تُدوّن للتاريخ وتؤمن بأن التراكم سيؤدي حتما إلى قفزة نوعية، وأن المد النضالي مد وجزر ولكل جواد كبوة !

وإن كانت كل هذه المسوغات وجيهة، فلابد أن هناك شيئا ليس على مايرام، فهل يتعلق الأمر بكون هذا أو ذاك استفرد بالإعلام والتنظيم وإدارة الحملة الإنتخابية بل والحسم في التزكيات، وهل كل من انخرط في الدعاية للفيدرالية، كان عن قناعة أم مسايرة للموجة الجديدة وهل تم تجسيد ذلك عن جدارة وإستحقاق وقناعة مبدئية، وكيف تعاملت “الرسالة” مع من أسمتهم ب”المتطوعين” مع العلم أن الإسم الصحيح في الأدبيات اليسارية هو (المتعاطفين أوالناصرين)، وما موقعهم في إتخاد القرار، أثناء الحملة، هل تم التعاطي معهم ب”بيروقراطية مرضية” أم بشكل جعل من إدارة الحملة تنظيم مائع، أم نواة لتعزيز صفوف شبيبة يسارية قوية تراهن على المستقبل؟

الجواب عن هذه الأسئلة وغيرها، أكبر من أي محلل سياسي أو كاتب إعلامي، والذي يملك الجواب عنها هو التنظيم، من خلال صفوة جميع مكونات الفيدرالية، مجسمة في أجهزتها التقريرية، على أمل تشخيص الوضعية وتقويم الإعوجاج.

*صحفي وفاعل سياسي

مشاركة