الرئيسية اراء ومواقف الشرقاوي: ستة اسباب تفسر أسباب دموع ابن كيران

الشرقاوي: ستة اسباب تفسر أسباب دموع ابن كيران

كتبه كتب في 3 أكتوبر 2016 - 13:20

د.عمر الشرقاوي

على غير عادته في حملاته الانتخابية القوية استسلم عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لدموعه خلال ثلاث تجمعات متتالية، لا نملك جهازا لقياس منسوب صدق أو اصطناع بكاء رئيس حكومتنا لكن المؤكد أنه أدخل الدموع السياسية ضمن وسائل التواصل السياسي الفعالة لتحقيق أهداف سياسية غير معلنة.

بنكيران ليس السياسي الوحيد الذي أثث خطابه السياسي بالبكاء فسوابق كثيرة في التاريخ الحديث والقديم أذرفت دموع سياسيين كثر في ساحات الممارسة السياسية.

لا أحد سينسى انهيار صلابة وتماسك رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل عندما انسربت من بين أعينه دموع الإحباط بعد سقوطه في الانتخابات التي اعقبت انتصاره التاريخي في الحرب العالمية الثانية.

وكذلك الدموع التي سالت من أعين الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب حملته الانتخابية الثانية التي جاءت به رئيسا للمرة الثانية.

وكلنا يتذكر بكاء أخر ملوك بني الأحمر على ضياع الأندلس، وردة فعل أمه بحسرة “إنك تبكي كالنساء على ملك ضيعته، ولم تحافظ عليه كالرجال..!”   ومع ذلك لا يعني بكاء السياسيين موقف ضعف بل أن الكثير من حالات بكاء هاته الفئة من البشر تمت من موقع قوة موقف أصحابها.

لذلك لا يمكن اقتحام دواخل بنكيران والنبش في نفسيته لمعرفة السبب الحقيقي في انهياره أمام جمهوره السياسي بيد أن الصور الذهنية الباكية للأمين العام للبيجيدي التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم يمكن تفسيرها بالأتي:

1 – فدموع بنكيران يمكن أن تكون  نتيجة الإحباط والغضب والرغبة في إرسال رسالة سياسية عاطفية لا يملك للخطاب السياسي القدرة على توصيلها، خصوصا وأن هوامش أمين عام البيجيدي الخطابية أصبحت محدودة ومراقبة، ولم يعد السياق السياسي يسمح لبنكيران بقول كل ما يشاء وأمام من يشاء وفي اللحظة التي يشاء.

2- الدموع السياسية لبنكيران لا شك أنها تحاول لعب وظيفة التعبير عن المسكوت عنه والجانب الخفي في السياسة خصوصا مع تنامي شجرة الأسرار والأعراف السياسة وتحولها إلى غابة يفتقد فيها كل من لا يخضع لقوانينها، إن بنكيران يحاول ان يوصل لجمهوره أنه لديه من الأسباب والأسرار السياسية ما يكفي لذرف الدموع دون أن يعبر عنها لغة

مشاركة