الرئيسية ثقافة وفن تيزنيت: زر مدينة الفضة، والسور التاريخي والعين الزرقا، وتحاشى الخنزير البري

تيزنيت: زر مدينة الفضة، والسور التاريخي والعين الزرقا، وتحاشى الخنزير البري

كتبه كتب في 5 يوليو 2012 - 21:34

“عروس سوس”  “المدينة السلطانية”  “منبع العين الزرقاء” “رباط الشيخ ماء العينين”  “مدينة الفضة” كلها أسماء لمسمى واحد، مدينة تيزنيت. أسماء تختزن للمدينة تنوع إرثها الثقافي وتراثها الحضاري. تبدا قصة تيزنيت مع امرأة صالحة ـ حسب الأسطورة التاريخية ـ تدعى للا زنينية، أنهكها العطش في سفرها وكانت رفقة كلبها الذي نبش برجله فسالت من تحتها مياه العين الزرقاء القلب النابض للمدينة إلى اليوم. مند ذلك التاريخ امتدت حول العين مظاهر الحياة والحضارة ، بعدها جاء التتويج السلطاني بزيارة المولى الحسن الأول إليها فأمر بتحصينها بسورها الأثري سنة 1882.

لمن يرغب في قضاء عطلة هذا الصيف بتيزنيت، عليه أن يعرف أنها توجد على مرمى حجر من قطب أكادير العالمي (أقل من100 كيلومتر، يوشح صدر المدينة بشريط ساحلي يمتد على مسافة120 كيلومترإلى حدود سيدي إفني، شاطئ نظيف صالح لكل أنواع الأنشطة الساحلية والبحرية مثل شاطئ أكلو، مير لفت وشاطئ لكزيرة. إلى جانب قربها من تافراوت  الجبلية .إلى جانب إشرافها على بوابة الصحراء” كلميم”.

ولمن لا تستهويه الشواطئ وزحمتها صيفا، مدينة تيزنيت ستوفر له بمدخلها الشمالي مسبحا أولمبيا بمعايير وطنية، مندمجة في فضاء طبيعي محاد لمنتزه ثالث مارس البيئي، تكلفة ارتياده في متناول جميع الفئات الاجتماعية بفضل التسيير الذاتي للمجلس البلدي لهذا المرفق الحيوي، ويسهر عليه فريق من معلمي السباحة من أجل سلامة مستعملي الأحواض.

ستشد انتباه زوار تيزنيت فضاءات المدينة الخضراء المتعددة، منها منتزه ثالث مارس، حديقة أجبابدي، حديقة الأمير مولاي عبد الله، حديقة الزرقطوني، أضف إلى ذلك فضاء “تاركا” البيئي الذي يعتبر امتدادا للمزارع التقليدية لأهل تيزنيت حيث ما زالت عشرات أشجار الزيتون والخروب والنخيل، بظلالها الوارفة ترويها مياه العين الزرقاء وعين أولاد جرار عبر سواقي وقنوات جر أبت التخلي عن مسارها التاريخي.

تيزنيت مدينة تاريخية بامتياز، حقيقة يستنشق الزائر والمقيم عبقها وأريجها من أتربة جدران السور الأثري وأبوابه الخمسة وأبراجه الستة والخمسين، ويقرأ تفاصيلها على واجهة القصر الخليفي، وقصبة أغناج وأقواس سوق الفضة وساحة المشور ومئذنة المسجد الأعظم، زيارة يختمها بتذوق عذب ماء العين الزرقاء، وإن شاء أن يعرف أكثر عن هذه العين وعلى المدينة ككل يمكن أن يتصفحها تفاصيلها في كتب خزانة المختار السوسي، ولإطفاء ظمأ التنقل يمكن أن يلوذ الزائر إلى أحد مقاهي المدينة الفسيحة أو تقليدية ليطلب براد شاي بالنعناع التيزنيتي المسقي بماء العين الزرقاء.

تيزنيت تسمى ” مدينة الفضة” جسدت عبر تاريخها موطنا لصناعات محلية، فأسواقها تعرض زيوت أملو وأركان وزيت العود و”العسل الحر” والسمن البلدي واللوز التافراوتي. بضائع لا تخلو منها محلات مجمع الصناعة التقليدية وسوق 20 غشت والباشا وسوق أقشوش وسوق سيدي عبد الرحمان. أو زيارة متحف بودميعة بإليغ نواحي تيزنتي حيث مكتبة تؤرخ لسوس أو زيارة، موسم سيدي احماد وموسى الذي اشتهر اتباعه بالرياضات الاستعراضية.

تتحول تيزنيت خلال فصل الصيف إلى مهرجان مفتوح تتوالى فيه المناسبات والمواعد الكبرى يتنافس فيها المنظمون لنيل رضى الزائر والمقيم معا، فجائزة الحاج بلعيد العلم الفني للمنطقة في سماء الموسيقى العالمية تجري أطوارها بفضاءات المدينة وساحة المشور التاريخية، ومهرجان الفضة الذي ينظمه المجلس البلدي للمدينة يحتفي ب”مدينة الفضة”، وفعاليات اليوم الوطني للمهاجر تمتد احتفالاته أياما بمختلف الفنون الشعبية والمعارض، وللشباب موعدهم الخاص في شوارع تيزنيت مع ملتقى المدينة للرياضات الحضرية الذي تنظمه إحدى الجمعيات الشبابية المحلية.”مهرجان إمعشارن” بدوره كرنفال مسرحي تنكري يحتفي بلحظات تاريخية من ماضي تيزنيت يختلط فيها الموروث اليهودي للمنطقة بالنزهة الشيعية، يحول المدينة إلى كائنات غريبة تطوي شوارعها. فهناك ورشات خاصة للتفنن في ابتكار وسائل تنكر تحاكي الموروث الثقافي.

زياتك لتيزنيت واصطيافك بها، لن يكتمل  إلا إذا ختمتها بباقة هدايا لن تجد مثلها إلا هناك. باقة نعناع تيزنيتي أخضر تَغنى به أجود الشعراء والمغنين، إلى جانب حلقات أو دمالج أو خواتم أو سلسلات من الفضة البيضاء الحرة التيزنيتية.

إحذر الحلوف والعقارب والافاعي

إذا كنت في زيارة لزوايا مدينة تيزنيت ومناطاقها الجبلية المختلفة احذر خرجات الخنزير البري المفاجئة، من بين الأودية والضيعات، فقد يهاجمك من حيث لا تدري، وانتبه كثيرا بالليل إذا فضلت نصب خيمتك في العراء، تجنب كذلك أن تترك الصغار يتيهون لوحدهم بين الحقول، فبين الفينة والأخرى يهاجم هذا الحيوان التجمعات السكنية.

الغابات الجبلية بتزنيت هي كذلك وكر لانتشار القوارض والزواحف السامة، مثل التعابين والعقارب، فعليك أن تتجنب لسعاتها، وأن تتحاشى مداهمة الحشائش حيث تختبئ، فالمستشفى الإقليمي ترد عليه حالات لدغ بشكل يومي، تزود بمعلومات حول طرق الغسعافات الأولية، ولا تنس أن تصحب معك المراهم المضادة للسعات الحشرات مثل النحل و ” شنيولا”. وإذا عدت للمدينة، وأنت تشتري هديتك  احرص على اقتنائها من قيسارية الفضة، هناك يوجد صناع وباعة مشهود لهم بالنزاهة والغيرة على المنتوج المحلي، ستحصل على توصيل بخاتم البائع كما رقم هاتفه سيكون رهن إشارتك إذا اكتشفت أي تلاعب.

إدريس النجار/ محمد بوطعام تصوير: إبراهيم فاضل

مشاركة