الرئيسية ثقافة وفن حين تسخر السينما المغربية من الامازيغية : فيلم ” وجها لوجه” نموذج لايحتاج إلى توضيحات اكثر

حين تسخر السينما المغربية من الامازيغية : فيلم ” وجها لوجه” نموذج لايحتاج إلى توضيحات اكثر

كتبه كتب في 28 نوفمبر 2011 - 13:29

حين انتقد امين عام العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الامازيغية ، على مستوى شقها المرتبط بحرف تيفيناغ ، قامت الدنيا ولم تقعد إلا باعتذار الرجل خلال احدى الحملات الانتخابية الاخيرة، ونفس الامر ينطبق على امتعاض الامازيغ من موقف حزب الاستقلال من دسترة الامازيغية، وهو ما نتج عنه إجراء تمثل في دعوة المثقفين الامازيغ إلى مقاطعة حزب الفاسيين ( كما يسمى لدى العامة، وبالعودة الى تقديم العلامة الراحل عمر متوكل الساحلي لكتابه حول معهد محمد الخامس للتعليم الاصيل بتارودانت، معطيات تؤكد تنكر الحزب للعنصر الامازيغي ، مما تسبب في الالتحاق الجماعي بحزب اتحاد القوات الشعبية المنشق عن الاستقلال )..

حين ترتبط محاولات التعامل الدوني مع الامازيغية من قبل فصيل سياسي ما، نلاحظ ردود فعل ما، وربما تتم من خلال تلك الردود تصفية حسابات فجرتها مواقف معينة، واركيولوجيا الصمت وتحمل الضغط لها حدود كما هو معروف..

نحن لن نعود لمحاولات الاهانة والتنقيص البليد من لغة وثقافة فرضا الذات شئنا أم ابينا، من زاوية ايديولوجية، بقدرما سنفتح قوسا نطل من خلاله على توظيف المنتوج الفني، للتصريح بعبارات تصنف في نظري ضمن خانة العنصرية المحضة، وإليكم التوضيح:

من الافلام القليلة التي كتب لها السيناريو الاستاذ نور الدين الصايل ( هو بالمناسبة مدير المركز السينمائي المغربي، وهذا موقع لايجب المرور عليه مرور الكرام ) فيلم ” وجها لوجه”، الذي أخرجه عبد القادر لقطع، وتضمن مشهدا حواريا مجانيا، بل ومجانيا بشكل فيه حشو لايحتاجه أصلا البناء الدرامي ، حيث أن بطلة الفيلم في رحلة بحثها عن الزوج الذي فقد ذاكرته ، سترمي بها الاقدار في منطقة درعة، وستسال عجوزا بالدارجة العربية عن مكان تواجد قرية ما ، وطبعا المرأة العجوز امازيغية، لاتفهم الدارجة العربية، فلما تعذر التواصل، صاحت البطلة : ” ماكاتعرفش العربية؟ زوينة هذي “..

فما أسباب نزول الحوار بتلك الصيغة؟ هل الدارجة ” وحي مقدس” في بلد أصوله تاريخيا أمازيغية ؟

اعتقد ان منطلق الحوار الفج ذاك إما عدم تعبير عن الفكرة المراد طرحها بسلاسة، وإما قصد دفين يرمي الى اعتبار الامازيغية لاشيء، وهنا يستحق مثل هذا النوع من الافكار المساءلة ، فالمشهد أكيد سيثير ضحكات جزء من جمهور القاعة، لكنه بالمقابل سيجرح الجزء الآخر، وهي اهداف لاعلاقة لها بالفن الراقي الذي يبتعد عن إثارة النزعات والنعرات العرقية…

محمد بلوش

مشاركة