الرئيسية مجتمع وزان: أجور عاملات وعمال دار الأطفال فوق كف عفريت

وزان: أجور عاملات وعمال دار الأطفال فوق كف عفريت

كتبه كتب في 14 أغسطس 2016 - 15:50

قبل حوالي شهر كنا قد نقلنا على أعمدة هذه الجريدة معاناة عاملات الطبخ بالأقسام الداخلية بمؤسسات تعليمية بإقليم وزان ، بعد أن تجاوزت مدة تسوية وضعيتهن المالية 7 أشهر . هذا الخبر وما سيترتب عنه من تحرك للمقاولة المشغلة ، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية  ، حرك بركة آسنة أخرى بقطاع اجتماعي بامتياز ، يشهد القاصي والداني بأنه شكل لعقود مضت ، منصة صوبت من فوقها مدافع لنسف كل ما هو تشغيل مواطن للموارد البشرية ، وتدبير إداري ومالي شفاف  …..

 يتعلق الأمر بقطاع التعاون الوطني ، وبالضبط الواقع الموبوء لمؤسسة دار الأطفال بوزان التي تشرف على تسييرها الجمعية الخيرية الإسلامية التي “حزب” مندوب التعاون الوطني السابق مكتبها لخدمة أجندة يدركها الجنين في بطن أمه . من صور هذا الواقع البئيس الذي يؤدي جانبا من فاتورته العاملون والعاملات بالمؤسسة ، يقول مصدر جد مقرب التقت به الجريدة ،  بأن الأطر التربوية وباقي العاملات والعمال الذين تشغلهم/هن الجمعية لم يتقاضوا أجورهم/ هن الهزيلة للشهر الرابع على التوالي، ولا يوجد أدنى مؤشر يفيد بأن هؤلاء التعساء والتعيسات سيسحبون هذه الأجور في الأفق القريب . والسبب يعلمه وحده من سبق ووعدهم قبل التربع على عرش الجمعية بأن مشكل الأجور لن يطرح في عهده ، وأن امتيازات اجتماعية بالجملة سيتمتعون بها ، وأنهم / هن وساكنة المؤسسة من الأطفال لن تستنشق أنوفهم / هن مستقبلا غير نسائم الحكامة الجيدة .

هذه الوعود والامتيازات الإنسانية المظهر، ستفضحها المعاناة التي وجد العاملون والعاملات بالمؤسسة أنفسهم يتخبطون فيها  بعد أن لم تعد حتى قاعدة الأجر مقابل العمل محترمة . وهكذا تم حرمان هؤلاء والأسر التي يعيلونها من القيام بأبسط المصاريف في شهر رمضان الأعظم الذي تغرق فيه السوق ب “الشهيوات” التي لم يتذوقها أبنائهم وبناتهم .  وتضخمت معاناة الضحايا حين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تدبير استفادة فلذات كبدهم من الحق في التمتع بالعطلة الصيفية، مثل المشاركة في المخيمات الصيفية التي تشرف عليها جمعيات تربوية. وبمرارة يتساءل مصدرنا عن الكيفية التي سيعالج بها ضحايا الجمعية الخيرية الإسلامية المأزق المالي والنفسي الذي سيوضعون فيه وجها لوجه قريبا، أي عندما  سيتعالى صوت “تبعبيع الحوالا ” في الأزقة والدروب إيذانا بحلول عيد الأضحى الذي أضحت حمولته الاجتماعية أثقل بكثير من حمولته الدينية . ويستمر نفس المصدر في التساؤل ، وعيناه مغرورقتان بالدموع عن المآل الذي ينتظر أطفالهم/ هن  الذين سيحرمون من الالتحاق بمدارسهم إن لم يتم تسوية وضعيتهم/ هن  المالية اليوم وقبل الغد .

المحرومون والمحرومات من أجورهم / هن  للشهر الرابع على التوالي ، يتوجهون بندائهم إلى السيد عامل دار الضمانة حتى يدخل على خط وضعيتهم / هن التي تتدحرج من السيئ إلى الأسوأ . فهل بإمكان محاييهم / هن  أن تتصالح  من جديد مع البسمة بمناسبة احتفال المغاربة بحدث ثورة الملك والشعب وعيد الشباب ؟ لننتظر .

 

وزان : محمد حمضي

 

مشاركة