تعيش حليمة، فتاة تبلغ من العمر 21 سنة، وتعاني التثلث الصبغي 21، أوضاعا مزرية، حيث تفترش الأرض، وتلتحف السماء وسط شوارع مدينة الخميسات، ما جعلها عرضة للاستغلال الجنسي، نتج عنه حمل أكثر من مرة.
وقالت سميرة، مهاجرة مغربية مقيمة في فرنسا، صباح اليوم الثلاثاء، إنها تتابع تفاصيل عيش حليمة منذ أكثر من سنتين: “في كل مرة أحضر إلى المغرب، وتحديدا مدينة الخميسات، تثيرني طريقة عيش هذه الفتاة.. فأحرص رفقة عائلتي على إطعامها، وغسل ثيابها، وتقديم إليها جميع العلاجات الأولية، لكن بمجرد انتهاء العطلة الصيفية، وعودتنا إلى فرنسا، تجد حليمة نفسها من جديد في الشارع”.
وبكثير من التأثر، أضافت المتحدثة ذاتها، أنها ترتبط كثيرا بحليمة: “أعرف جيدا طريقة عيش حاملي التثلث الصبغي، أختي واحدة منهم.. ورؤية حليمة في الشارع تجعلني أتألم”. وشددت على أنها حاولت في أكثر من مرة نقل الفتاة، البالغة من العمر 21 سنة إلى أحد الملاجئ، أو المراكز الخاصة بذوي الإعاقة، إلا أن مساطر إدارية تحول دون ذلك.
وأضافت سميرة، أن “التحقيقات” و”التحريات” على امتداد سنتين، أكدت أنها يتيمة الأب والأم، وأنها تعيش في حالة مزرية، وتتعرض للاعتداء الجنسي بشكل مستمر.
وبصوت مخنوق قالت سميرة “حليمة تعيش في الشارع لأكثر من 10 سنوات، تتعرض للاغتصاب باستمرار، وتم إجهاضها لأكثر من مرة”.
وتعهدت سميرة، خلال حديثها مع الموقع، أنها ستتكلف بجميع مصاريف علاج حليمة: “أنا مستعدة لتخصيص مبلغ مالي شهري، يصل من يتكلف بعلاجها، وشربها، وأكلها.. لو كنت أعيش في المغرب، لعاشت وسط أفراد عائلتي في منزلي، لكنني أحضر إلى الخميسات، خلال عطلة الصيف فقط”.
وقالت سميرة، التي ستغادر المغرب، الثلاثاء المقبل، “كل ما أتمناه على امتداد هذا الأسبوع، أن أضع حليمة بين أيد آمنة، لحظتها فقط سأسافر وأنا مطمئة”، وأضافت أنها ستقاتل من أجل حصول الفتاة على حقها الطبيعي في العيش بعيدا عن الذئاب البشرية.
