الرئيسية الرياضة زيارة صيفية إلى أكادير: زرقة البحار من أمامها، وشموخ الجبال من خلفها والشمس من فوقها

زيارة صيفية إلى أكادير: زرقة البحار من أمامها، وشموخ الجبال من خلفها والشمس من فوقها

كتبه كتب في 30 يونيو 2012 - 17:02

للذين قرروا خلال هذه السنة أن تكون وجهتهم الصيفية هي أكادير، عليهم أن يعلموا أنهم اختاروا مدينة الانبعاث، حاضرة طواها زلزال 1960 وكتب لها أن تنبعث من جديد من تحت التراب، فقد شكل زلزال 1960 لحطة فارقة بين أكادير مدينة ” القصبة” العتيقة قصبة أكادير أوفلا، ومدينة الانبعاث التي انطلقت مع القولة الشهيرة للمرحوم محمد الخامس لحظة النكبة : ” لأن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن أمر إعمارها موكول إلى إرادتنا وعزيمتنا”. حاضرة عصرية، تعتبر  عاصمة الثقافة الأمازيغية، يحرسها البحر الممتد من جهتها الغربية، وشواطئها النظيفة الهادئة، ومن الجهة المقابلة ترعاها جبال الأطلس، مدينة الشمس الدافئة طيلة السنة.

تختزل أكادير في الذاكرة في بحورها المترامية الأطراف داخل وخارج المجال الحضري، شاطئ المدينة ممتد فوق حوالي 7 كيلومترات يحظى كل سنة باللواء الأزرق، معروف بانبساط عمقه الشاطئي، وهدوء أمواجه، ما جعله قبلة للمصطافين، وهواة ممارسة لعبة الجيتسكي. آخرون يستهويهم أن يرموا بقصبة صنارتهم لاصطياد الأسماك. هي كذلك مجال للتعارف مع أصدقاء جدد من خلال الرياضات الشاطئية الممارسة بعين المكان.

وإذا كنت من الذين لا يطيقون الاكتظاظ الذي يعرفه شاطئ المدينة، يمكنك التوجه إلى شواطئ أخرى مطلة على ساق الجبل بكل من أورير، وشاطئ تغزوت الهادئ على الطريق التي تقود نحو مدينة الصويرة. أو التوجه إلى شواطئ أخرى صغيرة باشتوكة أيت باها للاستمتاع في نفس الوقت بالطبيعة مثل شاطئ تفنيت، أو سيدي الرباط.

لا تضع كل أيام عطلتك بالبحر، يمكن كذلك الخروج والتوجه نحو جبال إيموزار إداوتنان حيث الهدوء والسكينة، وحيث شلالات إيموزار، المتدفقة من الأعالي، هي فرصة جديدة للاستمتاع بسحر المكان، والسباحة تحت ساق الشلال وسط مياه عذبة، هي زيارة كذلك للتعرف على المنتوج المحلي مثل العسل وشجر الخروب والنباتات الطبية والعطرية.

وعند العودة إلى أكادير المدينة ستكون بانتظارك جولة أخرى بالصعود إلى قصبة أكادير أوفلا التاريخية، حيث يمكن أن ترصد مدينة أكادير من الأعلى بيتا بيتا، مشهد بانورامي، تلتقط صورا عنه من فوق ظهر جمل رابض هناك فوق القصبة، بعدها ستحلو الزيارة لوادي الطيور، حديقة بقلب مدينة أكادير مجاورة للشاطئ، تتميز بخضراء المكان والماء المتدفق، هناك تم تجميع طيور ودواجن  وحيوانات من مختلف الأنواع والألوان والجنسيات. بعدها زر حديقة ” أولهاو” البرتغالية لتناول فنجان قهوة بالمقهى المتواجد هناك وأملأ رئتك بخضرة المكان، وإذا رغبت في التجول بين أحياء وشوارع المدينة يمكن أن تقوم بذلك على متن القطار الذي يربض بالشارع المجاور للكورنيش.

بالليل يمكنك أن تصادف أيام انعقاد مهرجان تيمتار حيث يتم تقديم أطباق فنية مختلف بمحطات متعددة بالمدينة، للتعرف على الموسيقى المحلية والوطنية والعالمية من خلال ساحات العرض، وإذا لم يصادف وجودك ذلك، هناك التنشيط اليومي على كورنيش المدينة الذي يتحول من فضاء للسباحة إلى ملتقى للطرب والرقص والتجوال ليلا.

وقبل أن تنهي زيارتك لا تنس المرور على سوق الأحد بقلب المدينة لتكتشف غنى وعراقة ما يعرض هناك، فضاء تجاري بحجم مدينة صغيرة فوق 36 هكتار يعرض كل شيء يحتاجه المستهلك في حياته اليومية.

أدخل عبر الباب رقم 3 وانعرج على اليمين هناك ستجد هديتك تنتظرك وهدية كل من ينتظرون رجوعك من أكادير .  تصطف عشرات الدكاكين المتخصصة في إعداد وبيع زيت أركان، و ” أملو ” وجميع مستحضرات التجميل المستخلصة من أركان والصبار والورود، إلى جانب الكسكس بالأعشاب، والكسكس الخماسي المهيئ بالطريقة التلقليدية، هناك تنتظرك كذلك جميع أنواع العسل المنتجة بجبال سوس…وتبقى زيت أركان، وأملو الذي تحضره النساء بالرحى التقليدية بالسوق أحسن هدية ستجد مجموعة من الزوار يتزاحمون على اقتنائها.

احرص على اقتناء هديتك من زيت أركان وأملو/ وتجنب جميلات يصرخون ” برافووووو ربحتي”

أكادير مدينة مسالمة، مع ذلك عليك أن تتحاشى الفضاءات الموحشة والمظلمة بهوامش المدينة إذا كنت راجلا، تفاديا لأي مكروه، تحاشى كذلك  بعض الشبان والفتيات الجميلات اللواتي يطرحن عليك سؤالا بليدا عن السياحة، وما أن تجيب عنه حتى يصرخون في وجهك برافوووو ربحتي، هيا بنا نحو فندق حيث سنستكمل إجراءات “الربحة”.

إدريس النجار/ الأحداث المغربية

تصوير: إبراهيم فاضل

مشاركة